ترجمة: الشارح #
  الزمان، وإزعاج لما أرجوه من التقريب والتنقيح والتهذيب، ولَمِّ ما تشعب في شرحه المنهاج، فتمتد إليه الأعناق، ويفشو نفعه في الآفاق، ويهرع إليه من الطلبة الأفراد والأزواج، فما جاء موافقاً وللصواب مطابقاً، فبمادة من لا يخفى عليه ما في ضمير اللاج، وما كان فيه من الاختلاف والإعوجاج، فلأن كلام غير الله لا يخلو عن الإخداج(١)، والله أسأل أن يصدق فيه الأمل، ويجعله قائداً إلى رضاه، و ذخيرةً ليوم حاجة المحتاج.
  (مقدمة: لهذا الفن) لا يستغني طالبه عن معرفتها.
  وتقال بفتح الدال وكسرها مأخوذة من مقدمة الجيش للجماعة المتقدمة منه من قدم بمعنى تقدم، يقال مقدمة العلم لما يتوقف عليه الشروع في مسائله.
  ومقدمة الكتاب لطائفة من كلامه قدمت أمام المقصود لارتباط له بها وانتفاع بها فيه.
  وهي ههنا تتضمن أمورا: منها، حد هذا الفن؛ لأن كل طالبٍ كثرةً تضبطها جهة وحدة الأنسب بحاله والأعون على تحصيل مرامه أن يعَرِفَها بتلك الجهة؛ إذ لو اندفع إلى طلبها قبل ضبطها لم يأمن أن يفوته ما يعنيه ويضيع وقته في ما لا يعنيه.
  ولا شك أن كل علم من العلوم المخصوصة المدونة مسائلُ كثيرةٌ لها جهة وحدة تصيرها شيئا واحدا، إذ الكل متشاركة في أنها تصديقات وأحكام بأمور على أخرى، وإنما صار كل طائفة من هذه الأحكام علماً خاصاً بواسطة أمر أرتبط به بعضها ببعض، وصار المجموع ممتازاً عن الطوائف الأُخر، و لولاه لم يُعَدَّ علماً
(١) الإخداج: [خدج] خ د ج: خَدَجَتِ الناقة تَخْدِجُ بالكسر خِدَاجا بالكسر فهي خَادِجٌ والولد خَدِيجٌ بوزن قتيل إذا ألقته قبل تمام الأيام وإن كان تام الخلق وفي الحديث «كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خِدَاجٌ» أي نقصان و أخْدَجَتِ الناقة إذا جاءت بولدها ناقص الخلق وإن كانت أيامه تامة فهي مُخْدِجٌ والولد مُخْدَجٌ. (تمت من مختار الصحاح).