وأما في كلام الشارع فعندنا أنها حيث توجد فيه مجردة عن القرائن محتملة⁣^(⁣١) للمعنى اللغوي، والشرعي يحمل عليها أيضا، وعند الباقلاني ومتابعيه أنها حينئذٍ تحمل على معانيها اللغوية، (وأثبت ابن الحاجب⁣^(⁣٢) والشيرازي⁣^(⁣٣) والجويني⁣^(⁣٤) والسبكي الشرعية) كما قلنا (لا الدينية) كالمؤمن والفاسق، والإيمان والفسق، والحقيقة الدينية اسم لنوع خاص من الشرعية، وهو ما وضعه الشارع لمعنى ابتداء بأن لا يعرف أهل اللغة لفظه أو معناه أو كليهما وليس من أسماء الأفعال كالصلاة والزكاة، والمصلي والمزكي، والظاهر أن الواقع هو القسم الثاني وهو: مالم يعرف أهل اللغة معناه.

  (لنا:) في إثبات الشرعية (ما مر) من بيان وقوع ذلك في لفظ الصلاة وكذلك

(١) ليس احتمالاً؛ فإنها إذا وردة من الشارع فهي ظاهرة في الشرعي فحملها على المعنى الشرعي ينافي احتمالها للمعنى اللغوي. تمت والله أعلم.

(٢) ابن الحاجب: هو عمرو جمال الدين عثمان بن أبي بكر بن يونس، عرف بابن الحاجب؛ لأن أباه كان كرديا حاجبا للأمير عزالدين موسك الصلاحي. ولد في أسنا في صعيد مصر في أواخر سنة (٥٧٠ هـ/ ١١٧٥ م). ثم انتقل إلى القاهرة حيث حفظ القرآن الكريم، ودرس العلوم المتصلة به كالفقه، وأصول الفقه على مذهب الإمام مالك، كما درس النحو والأدب، وكان من شيوخه الإمام الشاظبي، والفقيه أبو منصور الأبياري. رحل إلى دمشق، وقضى مدة طويلة يدرس فيها في الزاوية المالكية، في الجامع الأموي الكبير، ثم عاد إلى القاهرة، ومنها إلى الإسكندرية فمات بها في (٢٦ شوال سنة ٦٤٦ هـ/ ١١ فبراير [شباط] ١٢٤٩ م) ودفن خارج باب البحر بتربة الشيخ الصالح ابن أبي شامة.

ومن مؤلفاته: الأمالي، وهو فصول في اللغة والأدب، والإيضاح في شرح المفصل، وجمال العرب في علم الأدب، ومتن وشرح الشافيه، ومتن وشرح الكافية، وشرح الوافية، وغير ذلك من المؤلفات الكثيرة والنافعة. (تمت من مقدمة مصباح الراغب. ص ١٠).

(٣) الشيرازي: أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروز أباذي توفي عام (٤٧٦ هـ/١٠٨٣ م). (تمت من حاشية منهاج الوصول ص ٢٥٦).

(٤) الجويني: عبد الملك بن محمد بن عبدالله الجويني. إمام الحرمين، وأستاذ الغزالي. توفي عام (٤٧٨ هـ/ ١٠٨٥ م) من تصانيفه: كتاب الشامل في أصول الدين نهاية المطلب في دراية المذهب، البرهان في أصول الفقه، الإرشاد، ومصنفات أخرى. (تمت من حاشية منهاج الوصول، وحاشية شرح العضد).