مسائل أملاها الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

المسألة الخامسة

صفحة 147 - الجزء 1

  قلت وبالله التوفيق: وهذا هو نفس مذهب المجبرة القدرية⁣(⁣١)، وهو ان الله لا يريد اسلام الكافرين.

  واما قول المجوسي: فأنا اكون مع الشريك الاغلب.⁣(⁣٢) فبنا على اعتقاده، وليس لله من شريك ولا مغالب.

  وقال اهل الكتب: لهو عبارة عن تعلق قدرة العبد بالمقدور، والخلق عبارة عن تعلق قدرة الباري بالمقدور فسموا الفعل الموجد له العبد بقدرته كسبًا، وسموه خلقًا من الباري، فجعلوا العبد شريكًا للباري سبحانه وتعالى في فعل العبد، وان فعل العبد حصل بقدرة قادرين وهذا هو مثل اعتقاد الباطنية الذين اصلهم المجوسية فإنهم يقولون ان من الهتهم السبعة كوني وقدر؛ فكوني هو القديم يسكن السماء السابعة، وقدر خلقه كوني، واشتركا في تدبير العالم، ورزق العباد؛ فكوني شارك قدر في فعله، وهولاء يقولون ان الله تعالى ان شارك لهم في افعالهم وفرقوا بين الفعلين بلفظ اصطلحوه عليه فسموه كسبًا، وخالفوا بذلك قول الله تعالى {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ٦٣}⁣[المؤمنون]،


(١) القدرية هم الذين ينسبون أفعال العباد إلى الله تعالى قضاء وقدرًا وخلقًا، (تفسير الرازي: ١٣/ ١٨٤).

(٢) شرح العقائد النسفية: ٢٠٨.