المسألة الخامسة
  ونحوها من الآيات الصريحة، وخالفوا المعلوم من اللسان العربي.
  اذا عرفت ذلك فهم نسبتهم الى القدر احق، وهي بهم الزم، ولا يلزمنا.
  فإن قالوا: انكم نازعتم الله في ملكه اذ اثبتم لكم افعالًا لا تستقلون بها.
  قلت: وبالله التوفيق ان معصية العبد، وطاعته لسيده لا تسمى منازعة له في ملكه عند العقلاء، ولا يسمى عندهم بطاعته وعصيانه شريكًا لسيده مع انهم قد انكروا بذلك الضرورة، وكابروا عقولهم.
  قال سعد الدين التفتازاني في (شرح عقائد النسفي): ان الله تعالى اراد من الكافر والفاسق الكفر والفسق باختيارهما(١)، وحرف قوله تعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}[الزمر: ٧](٢).
  وقوله تعالى {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ٢٠٥}[البقرة]، بتأويل باطل بان قال: إنه يصح ان يريد ما لا يرضى ولا يحب هذا خُلف من القول لأنه لا يصح ان يريد الكفر والفسق لأنه لو ارادهما من العبد لأمره بهما، والله سبحانه وتعالى يقول
(١) شرح العقائد النسفية: ٢٠٧.
(٢) شرح العقائد النسفية: ٢١٦.