الحز والقص لما تدعيه الإمامية من النص،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

وأما الموضع الثاني وهو في ضعف الروايات التي ترويها الإمامية في النص

صفحة 26 - الجزء 1

  أئمتها وعلمائها اثني عشر كلهم من قريش.

  فليست الإمامية بأولى في تفصيله من الزيدية، ولا أولى به من الحشوية، ولا أولى به من المعتزلة، بل قد فسرته بعض الفرق بما يجر إلى مذهبها كما ستعرف ذلك عن قريب إن شاء الله تعالى.

  ثم نقول لهم: ما المراد بالخليفة في هذه الأخبار؟.

  فإن لفظة الخليفة تطلق على من يخلف غيره، ويقوم مقامه، سواء خلفه بخير أو بشر، وسواء كان صالحاً أو طالحاً، كما قال الله تعالى {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}⁣[البقرة: ٣٠]، ففهمت الملائكة أنهم خلف سوء، ولهذا سألوا الله تعالى فقالوا: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}⁣[البقرة: ٣٠].

  ولم يبين في هذا الحديث هل هؤلاء الاثنا عشر خلفاء خير أم شر، صالحين أم طالحين.

  فإذاً هذه اللفظة لا تفيد الخلافة الشرعية الدينية بمجرد إطلاقها.

  فمن أين تسنى للإمامية جعلها في أئمتهم المعينين؟.

  ولو سلمنا أن المراد بها خليفة الحق الصالح، فإن له وظائف محددة يجب عليه القيام بها، كما قال تعالى حاكياً عن داوود # {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى}⁣[ص: ٢٦]، وقال في موسى وهارون @ {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ١٤٢}⁣[الأعراف].

  ولم يعرف من أئمتكم دعوة ولا جهاد ولا أمر ولا نهي على كافة الناس.

  وفي بعض الأخبار عن جابر بن سمرة «أمير» بدل «خليفة».