الحز والقص لما تدعيه الإمامية من النص،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

وأما الموضع الثاني وهو في ضعف الروايات التي ترويها الإمامية في النص

صفحة 29 - الجزء 1

  وإن كانت صحيحة، فأخباركم موضوعة، وإن كانت أخباركم صحيحة مثلها، فهذا هو التعارض في السنة النبوية الذي عصم الله نبيه الكريم ÷ عنه.

  فالأولى طرح أخباركم وأخبارهم، وإسقاط الإستدلال بهذا الخبر الذي ليست فرقة بأولى به من الأخرى فيما تدعي.

منازعة أهل السنة للإمامية في أخبار الاثني عشر

  وأهل السنة أيضاً يروون روايات أخرى من غير طريق ابن عمر في تعداد أئمتهم وخلفائهم:

  منها: ما رواه ابن كثير في البداية والنهاية عن حذيفة بن اليمان قال «يكون بعد عثمان اثنا عشر ملكاً من بني أمية، قيل له خلفاء، قال: لا، بل ملوك».

  ومنها: ما رواه ابن كثير عن البيهقي (٦/ ٢٥٠) من حديث حاتم بن صفرة، عن أبي بحر، قال: كان أبو الجلد جاراً لي فسمعته يقول - يحلف عليه - (إن هذه الأمة لن تهلك حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق، منهم رجلان من أهل البيت، أحدهما يعيش أربعين سنة، والآخر ثلاثين سنة).

  ومنها: ما رواه ابن كثير في البداية والنهاية (٦/ ٢٥٠) عن أبي زياد بن كعب «إن الله وهب لإسماعيل اثني عشر قيماً أفضلهم أبو بكر وعمر وعثمان».

  فيالله العجب ما هذا التنافس العجيب بين الإمامية وأهل السنة في استيراد الأحاديث، وتنويقها وتزويقها حتى تكون سلعة مقبولة نافقة عند العوام وضعفة النفوس الذين لا علم عندهم ولا اطلاع، بل هم همج رعاع، من دعاهم أجابوه، ومن قادهم تبعوه.