الحز والقص لما تدعيه الإمامية من النص،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

البحث الثالث النص في نظرية الإمامية

صفحة 33 - الجزء 1

  وعند موتهم أين أهل البيت وأين ثقل الكتاب وقرينه؟ كيف وأهل البيت قد طبقوا الآفاق؟ وذكرهم قد ملأ الأوراق؟.

  وعلى كل حال فسنكتفي بالبحث في أسانيد تلك الروايات، والفحص والتفتيش عن رجالها ومدى جرحهم أو تعديلهم، وسيكون فيها المقنع لكل منصف عن التشبث برواياتهم، والتعلق بأخبارهم خصوصاً مسألة الإمامة.

  وإني لأعجب من علمائهم كيف يجرحون رجالات رواياتهم بأقبح الجرح، وأشنع القدح، ويرمونهم بالمصائب والعظائم، ثم تراهم يعتمدون عليهم في أهم أصول الدين، وأثبت قواعد الشرع، وعليه يدور لولب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيالله من العجائب، واتباع الأهواء وشهوات النفوس.

  وقد أَثْبَتُّ السَّنَدَ وحذفتُ منه متن الحديث طلباً للتخفيف، وتحرياً لموضع الحجة، ومظان البحث، إذ البحث هو في علة السند، وليس في علة المتن فلها موضوع بحث آخر، ييسره الله تعالى إن شاء الله.

  وقد نقلت تلك الأسانيد من كتبهم المشهورة المعتمدة، بل ومؤلفات قدمائهم، وشيوخ الطائفة عندهم كالطوسي والطبرسي والصدوق، وابن بابويه وغيرهم.

  وذكرت الكتاب واسم مؤلفه والصفحة، فليكن القارئ والمطلع على يقين من أمره، ولا يدخل في قلبه أي شبهة أو شك، ومن شك في شيء مما كتبته ونقلته في هذه الرسالة، فما عليه إلا أن يأخذ الكتاب الذي نقلت منه وليقابل الصفحة على نفس الكتاب الذي نقلت منه.