روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث: الخطب المتعلقة بشهر ربيع الأول

صفحة 127 - الجزء 1

  وكما قال ÷ عن جبريل أنه قال: «يا محمد قلَّبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم».

  فبشرف رسول الله ÷ شرف آباؤه قبل وجوده، وحصل لهم التعظيم والتبجيل إرهاصاً للنور الذي كان يشع ويلمع في وجوههم من نوره، وبعد وجوده زادوا إلى شرفهم شرفاً، بل شرف به العرب أجمع وافتخروا به على العجم.

  أبوه عبد الله بن عبد المطلب، الذي فداه عبد المطلب من الذبح بمائة من الإبل سوداء الحدق، فكان النبي ÷ يفتخر ويقول «أنا ابن الذبيحين»، أي إسماعيل بن إبراهيم وعبد الله بن عبد المطلب.

  فكان نور محمد ÷ يتلألأ في وجوه آبائه وأجداده، كما قال ÷: «إن الله أنزل قطعة من نور، فأسكنها في صلب آدم فساقها حتى قسمها جزئين فجعل جزءاً في صلب عبدالله، وجزءاً في صلب أبي طالب، فأخرجني نبياً، وأخرج علياً وصياً».

  وعن ابن عباس قال: إن عبدالمطلب قدم اليمن في رحلة الشتاء فنزل على حبر من اليهود، فقال له رجل من أهل الكتاب: يا عبدالمطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك، قال: نعم إذا لم يكن عورة، قال ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الآخَر، فقال أشهد أن في إحدى يديك ملكاً وفي الأخرى نبوة، وإنا نجد ذلك في بني زهرة، فكيف ذلك؟ فقال عبد الملطلب: لا أدري، فقال الرجل لعبد المطلب: هل لك من زوجة؟ قلت أما اليوم فلا قال فإذا رجعت فتزوج في بني زهرة، فرجع عبدالمطلب فتزوج هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فولدت حمزة وصفية، وكان عبد المطلب قد تزوج قبلها بمدة أم عبد الله وأنجبت والد رسول الله، ثم تزوج عبدالله بن عبدالمطلب آمنة بنت وهب فولدت له رسول الله ÷، فقالت قريش حين تزوج عبدالله بآمنة فلج أي فاز وغلب عبدُالله على أبيه عبدالمطلب.