روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث: الخطب المتعلقة بشهر ربيع الأول

صفحة 128 - الجزء 1

  وروي أن عبد المطلب لما دخل على أبرهة الحبشي ومعه ولده عبد الله والد رسول الله ÷ فلما مر عبد الله من عند الفيل الأعظم وهو واقف على الباب، نظر الفيل إلى وجهه فخر ساجداً، فعجب من ذلك أنيس خادم الفيل ومن على الباب، فقال قِس من النصارى: لا تعجبوا من سجوده فإنه لم يسجد له، ولكن سجد للنور الذي في وجهه، وهو نور نبي عرفناه في الإنجيل.

  وعن ابن عباس قال: لما خرج عبد المطلب بن هاشم بابنه عبد الله ليزوجه، مرَّ به على كاهِنَةٍ قد قرأت الكتب وهي مُتَهَوِّدة، يقال لها: فاطمة الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله، فطلبته إلى نفسها وتعطيه مائة من الإبل؟ فرفض عبد الله طلبها، وقال: أما الحرام فلا.

  ثم مضى مع أبيه، فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فأقام عندها ثلاثاً، فلما مرَّ بالكاهنة قالت له: يا فتى مَا صنعت بعدي؟ قال: زوجني أبي آمنة بنت وهب فأقمت عندها ثلاثاً، فقالت له: إني والله مَا أنا بصاحبة رِيبة، ولكن رأيت في وجهك نوراً فأردت أن يكون فيّ فأبى الله إلاّ أن يصيره حيث أراد.

  وروي أن أخت ورقة بن نوفل كانت تسمع من أخيها ورقة صفة نبي آخر الزمان فكانت ترى في عبد الله بن عبد المطلب نور النبوة، فطلبته إلى نفسها أن يتزوجها مراراً وهو يرفض، فلما تزوج بآمنة بنت وهب اختفى النور من وجهه وانتقل إلى آمنة.

  ولقد طهر الله نبيه من عهر الجاهلية وسفاحها، فلم يصبه دنس الشرك، كما روي عن النبي ÷ «إن الله ø أخرجني من النكاح ولم يخرجني من السفاح».

  وعنه ÷ «ما ولدتني بغي قط منذ خرجت من صلب أبي آدم، ولم تزل تنازعني الأمم كابراً عن كابر حتى خرجت من أفضل حيين من العرب: هاشم وزهرة».