الثالث: الخطب المتعلقة بشهر ربيع الأول
  فقالت: يا بني سالم جاءكم رسول رب العالمين، أحاكمكم إليه فإنه قاضي الله في أرضه ورسوله إلى خلقه، ثم قالت البقرة: يا رسول الله، وضعت لهؤلاء اثني عشر بطناً، واستغنوا بي فأكلوا من زبدي، وشربوا من ألباني، ولم يتركوا نسلي، وهم الآن يريدون ذبحي، فآمن بنو سالم، وقالوا: والذي بعثك بالحق ما نريد معها شاهداً.
  وأما الذئب: فإنه أقبل إلى رسول الله فشكى إليه الجوع وقال: يا رسول الله، إنما بعثك الله رأفةً ورحمةً، وليحيي بك العباد والبلاد فاقسم لي شيئاً أناله، فدعا النبي ÷ الرعاة وقال: «افرضوا للذئب شيئاً». فبخلوا ولم يفعلوا، ثم عاد فشكى عليه من الغد الجوع وأعاد الكلام، فدعا ÷ الرعاة الثاني وقال: «افرضوا للذئب شيئاً» فلم يفعلوا، ثم عاد إليه من الغد.
  وأما الجمل: فإنه أقبل إلى رسول الله وضرب بجرانه الأرض ورغى وبكى ساجداً.
  فقال القوم: سجد لك الجمل نحن أحق أن نسجد لك.
  قال: «اسجدوا لله ø، ولو أمرت شيئاً أن يسجد لشيء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»، جاءني يشكو أربابه»، فبعثني مع الجمل لأنصفه إذ أقبل صاحبه أعرابي فقال ÷: «مَا بال هذا البعير يشكو أربابه»؟ قال: يا رسول الله ما يقول؟
  قال: «يقول: انتجعتم عليه صغيراً حتى صار عَوْداً كبيراً، ثم إنكم أردتم نحره». قال: والذي بعثك بالحق نبياً ما كذبك.
  قال: «يا أعرابي: إما أن تهبه لي وإما أن تبيعه مني».
  قال: يا رسول الله، أهبه لك. فكان الجمل يأتي علوفة الناس فيعتلف منها لا يمنعونه، فلما قبض رسول الله مات، فأمرت بدفنه كيلا تأكله السباع.
  الرابع: إخباره بالأمور الغيبية ووقوعها على ما أخبر وهي كثيرة جداً فمنها: