روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث: الخطب المتعلقة بشهر ربيع الأول

صفحة 149 - الجزء 1

  إخباره بقتل كسرى في اليوم الذي قتل فيه: وهو أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله - كتب إليه كتاباً يدعوه إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأن محمداً رسول الله، فلما ورد عليه الكتاب مزقه، فلما بلغ رسول الله ÷ الخبر قال: «مزق ملكه» فكان كما قال ÷، ثم غضب كسرى، وكتب إلى صاحبه: باذان، وكان على اليمن، يأمره بإشخاص رسول الله ÷ فبعث (باذان) رسولين إليه ÷ يعرفانه بالصورة، ويقولان له: أجب شاهنشاه الملوك: كسرى، فإنك إن فعلت ذلك كتب لك الملك باذان إليه، ليسحن إليك، وإن أبيت فهو من تعلم - يعنيان كسرى - يهلكك ويهلك قومك، ويخرب ديارك، فقال لهما رسول الله ÷: «انصرفا وعودا إليَّ غداً» فأتاه ÷ الوحي بأن كسرى وثبه عليه ابنه: شيرويه، وقتله في ساعة كذا، ومن ليلة كذا، من شهر كذا، فلما دخلا عليه ÷ عرفهما ما نزل الوحي به من وثوب شيرويه على أبيه كسرى، وقتله له، فاستعظما ذلك وعادا إلى باذان، فقصا عليه القصص، فقال باذان: ما هذا كلام ملك، بل هو كلام نبي مرسل، لكنا ننتظر، فإن ورد الخبر بما قال فهو نبي مرسل، لا شك فيه، وإن يكن غير ذلك نرى فيه رأينا، فورد عليه كتاب شيرويه بذلك فأسلم باذان، ومن معه من الفرس.

  ومنها: قصة عمير بن وهب: وهي أنه وصفوان بن أمية الجمحي قعدا في الحجر يتذاكران قتلى بدر، ويتوجعان لهم، ويقول صفوان: لا خير في العيش بعدهم، فقال عمير: لولا دَينٌ عليَّ، وما أخشى من ضيعة عيالي بعدي، كتبت إلى محمد بعلة أسير لي في أيديهم، وقتله، فقال له صفوان: فعلَيَّ دَينُك. وعيالك أسوة بعيالي، فتكاتما ذلك، وخرج عمير حتى قدم المدينة، ودخل إلى رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله - متوشحاً بسيفه، فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلبسه،