السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان
  والصدقة تزكية للمعطي وتطهرة له في أخلاقه من الشح والبخل ورذائل الأخلاق، وتنمية له وزيادة في أخلاقه وثوابه، فهي تشرح الصدر، وتعظم الأجر، وتجلب الخير، وتدفع الضر والشر، وتجلب الرزق، وتجلب النعم، وتدفع النقم، وتشفي من الألم، وتبرئ من السقم، وكم جلبت من صداقة، ودفعت من عداوة، وكم أجيب بها من دعوة.
  وهي ظل لصاحبها يوم القيامة من شدة الحر، وجواز على الصراط، وثقل في الميزان، وخفة في الحساب، وزيادة في رفع الدرجات في الجنان.
  وهي سبب في بركة المال ونموه، وزيادته وبركته، فما من شيء تنفقه إلا وهو يزيد ولا ينقص، يزيد في أجره وثوابه، ويزيد في بركة أصله وتنميته.
  كم سدت خلة فقير، وقضت من حاجة لمحتاج، وأشبعت جوعة جائع، وفرجة كربة مكروب، وأفرحت قلب صغير، وأزاحت هم عائل قد أهمته نفقة عياله، وكم أدخلت السرور على فقير ومسكين.
  هذا في سائر السنة أما في رمضان فكل شيء يتضاعف، فالدرهم يتضاعف إلى سبعين ضعفاً، وإلى سبعمائة ضعف، وإلى أكثر من ذلك.
  فإذا تصدقت بألف مثلاً كان لك كثواب من يتصدق بسبعين ألفاً في غير رمضان، وما زاد فأنت ترابح مع الله ﷻ الذي لا تنقص خزائنه.
  ومن أهم الأمور التي تتعلق بالصدقة: أن تراعي إيمان الفقير، فتؤثر ذا الإيمان والعمل الصالح على غيره، لأنك تعينه بها على العلم والعمل ومواصلة الطاعة، فتكون شريكاً له في أعماله الصالحة، وتراعي الأرحام والأقارب فتؤثرهم على غيرهم، فإن الصدقة على ذي الرحم صدقتان: صدقة وصلة، وتراعي الجيران فتؤثرهم على الأباعد، وتراعي أهل العفة الذين لا يسألون الناس فتؤثرهم على الذي يسأل الناس،