السابع: الخطب المتعلقة بشهر رمضان
  إذا كان الأمر هكذا فهناك بعضُ الأمور الهامة التي نريد الكلام حولها في شهر رمضان، ونحتاج إلى الفهم والنظر الثاقب كي نحسن التعامل معها:
  الأول: إضاعة الوقت بين سهر الملهي والنوم المسهي:
  نرى الكثير من شبابنا إذا جاء رمضان يفرح ويستبشر، ولكنه فرح واستبشار على النقيض مما ينبغي، فهو لا يفرح لأنه سيدرك فضيلة الجماعات، ولا لأنه سيكثر من القربات والطاعات، ولا لأنه سيلازم المساجد للتلاوة والعبادات، بل لأنه سيعيش في حالة اجتماعية يلزمه معها أن يسهر طوال الليل، لأنه سيلقى من أبناء جلدته من يتوافق مع طبيعته ولهوه، فأجواء رمضان الليلية الإجتماعية تعيد عنده ذاكرة الأجواء النهارية في غير رمضان، فقد ألف واعتاد الجلوس والبقاء مع أشخاص معينين، وفي أماكن معينة، لكن لا سبيل إليها في النهار فهو يفرح بتعويضها ليلاً وبوقت أطول، وهدوء أكثر، فهو سيسهر الليل كله، فلا بد أن يعوضه بالنوم طوال النهار، بل البعض يكلف نفسه مشقة السهر لكي ينام أكثر النهار، ويا ترى ما هي الأسباب والدواعي إلى ذلك؟
  لو تأملنا الأسباب والدواعي لوجدنا الإجابة هي: أن البعض من ضعفة النفوس، ومرضى القلوب، يعتقدون أن الصيام سبب في الخمول والتعب والتراخي، فالصيام عندهم يسبب في نقص الطاقة الجسدية، بسبب قلة الأكل، فهو يحتاج إلى البحث عن وسائل الراحة بزيادة حصة النوم من ساعات النهار.
  ولو تسآءلنا هل الصيام يدعو إلى الحركة والنشاط، أم يسبب في الكسل والخمول؟
  لوجدنا الجواب هو: أن الصيام يدعو إلى النشاط، ويزيل دواعي الكسل، لأن الصائم ممتنع عن الأكل في النهار، والأكل هو سبب الخمول، فالإنسان يعلم من نفسه الرغبة في النوم بعد تناول وجبة الغداء أو العشاء مباشرة، ومن ثم يحصل الكسل عن الأعمال التي كان يريد القيام بها قبل أن يملأ بطنه.