روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

التاسع: الخطب المتعلقة بشهر الحجة

صفحة 342 - الجزء 1

  فما أنفقته من مالك للوفادة إلى بيت الله تعالى فإن الله يعيضك ما هو خير منه في الدنيا والآخرة: كما روي عن النبي ÷ أنه قال: «من حج بيت اللّه ولم ينفق إلا حلالاً يطلب بحجه ما عند اللّه انصرف كما ولدته أمه من ذنوبه».

  وعن النبي ÷ قال: «الحاج والعمار وفد اللّه يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم دعاءهم ويخلف لهم نفقاتهم في الآخرة الدرهم ألف ألف درهم».

  وعن النبي ÷ قال: «النفقة في الحج كالنفقة في سبيل اللّه الدرهم بسبعمائة درهم»، وإذا وفد الحاج إلى بيت الله تعالى وقبض الله روحه في تلك الأماكن المقدسة أو في الطريق ذاهباً إليها أو عائداً منها فقد بشره الله على لسان نبيه ÷ بما تقر به العيون، وتتمناه القلوب: فعن النبي ÷ أنه قال: «من مات في هذا الوجه ذاهباً او جائياً أدخله الجنة ثم لم يحاسبه».

  وعن أمير المؤمنين علي # قال: (من مات في هذا الوجه ذاهباً وجائياً فهو شهيد).

  وعن النبي ÷ قال: «الحاج مغفور له في ذهابه ومجيئه وبعدما يرجع إلى أهله بسبعين يوماً لا يكتب عليه خطيئة فإن مات بمكة أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة، وإن مات محرماً بعثه اللّه ø يوم القيامة وهو يلبي».

  وقد تصعبت على الناس في هذه الأزمنة طرق الوصول إلى بيت الله تعالى، فمن قد حالفه الحظ السعيد فيما قد مضى من السنين فاغتنم الفرصة فقد أدرك غنيمة ونعمة عظيمة، ومن أدركته الفرصة تلو الفرصة، فلم يغتنمها بل فرط وقصر، فقد أخطأ حظ نفسه، وأنى له بتلافي ما قد فرط في أمسه، لأن الواجب على المؤمن أن يغتنم الفرصة إذا لاحت له كما روي عن ابن عباسٍ عن النبي ÷ أنه قال: «عجلوا الخروج إلى مكة، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له من مرضٍ أو حاجةٍ»، وقد نبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الحال التي