التاسع: الخطب المتعلقة بشهر الحجة
  «أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على طاعته، وأستفتح بالذي هو خير.
  أما بعد أيها الناس: اسمعوا مني أُبّيِّنْ لكم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا.
  أيها الناس: إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
  فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
  وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، وقضى الله أنه لا ربا، وإن أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب.
  وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
  وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية، والعمدَ قَوَدٌ وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية - ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
  أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تُحَقِّرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم.
  أيها الناس: إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان - ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.
  أيها الناس: إن لنسائكم عليكم حقاً، ولكم عليهن حق، لكم أن لا يواطئن فُرُشَهُم غيرَكم، ولا يُدخلْنَ أحداً تكرهونه بيوتَكم إلا بإذنكم، ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن