روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثامن: الخطب المتعلقة بالأعياد

صفحة 397 - الجزء 1

  وأضرارًا عديدة، وبلاءً لا يحمدون عاقبته في الدنيا والآخرة، ولهذا جاء عن النبي ÷ في غير ما حديث الوصيةُ بلزوم الجماعة، والتحذير من الفرقة، وقد قال ÷ «عليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار».

  عباد الله: وإن من الضوابط العظيمة التي يلزمُ مراعاتها لاتقاء الفتنة واجتناب شرها، الأخذ عن العلماء الراسخين، والأئمة المحققين، وترك الأخذ عن الأصاغر من الناشئين في طلب العلم، والمقلّين في التحصيل منه، فإن العلماء الأكابر الذين رسخت أقدامهم في العلم، وطالت مدتهم في تحصيله، وأصبح لهم مكانة في الأمة، هم الذين تتقى بهم الفتن، بما آتاهم الله ø من العلم والحكمة، والرزانة والأناة، والنظر في عواقب الأمور، فمن كان مُعَوِّلاً على كلمة العلماء المحققين، والأئمة الراسخين، فإنه - بإذن الله - يحمد العاقبة في الدنيا والآخرة، ولهذا وجّه الله ø في محكم تنزيله فقال: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ٨٣}⁣[النساء].

  فعليكم - عباد الله - بالإفادة من العلماء، والرجوع إلى فتاوى المحققين منهم؛ لتكون لكم السلامة والأمانة والرفعة بإذن الله - تبارك وتعالى -.

  ومن الضوابط المهمة لتجنب الفتن: حسنُ الصلة بالله، ودعاؤه - جلّ وعلا -؛ فإن الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والآخرة، ولاسيما - عباد الله - سؤال الله - تبارك وتعالى - أن يجنب المسلمين الفتن، ما ظهر منها وما بطن، والتعوذ به - تبارك وتعالى - من الفتن كلِّها؛ فإن من استعاذ بالله أعاذه، ومن سأل الله أعطاه الله سُؤله، وحقق رجاه، فإن الله - تبارك وتعالى - لا يخيب عبدًا دعاه، ولا يرد عبدًا ناداه.