روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثامن: الخطب المتعلقة بالأعياد

صفحة 416 - الجزء 1

  بعيداً عن الرياء والسمعة، بعيداً عن محبة المدح والثناء من الآخرين، بعيداً عن قصد التوصل بها إلى نيل الدنيا وشهواتها، أو أي غرض من أغراضها وأعراضها.

  الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، والحمدلله على ما هدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام

  الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسُبحان الله بُكرةً وأصيلاً

  أيها المؤمنون: من معاني العيد وحكمه وغاياته العظمى:

  إعلانُ تعاليمِ الإسلام وأحكامِه، ونشرُها في الأوقات والأماكن التي يجتمع فيها المسلمون، وتبليغُها على رؤوس الأشهاد، ليأخذها الخلف عن السلف، ويتلقاها الأواخر عن الأوائل، والأصاغر عن الأكابر، حتى تكون تلك التشريعات ثابتة ومستقرة في النفوس، علماً وعملاً وتطبيقاً، لدى الكبير والصغير، والذكر والأنثى، فلا تُنسى أو تتغير على مر العصور والدهور.

  فنحن نرى الآباء يهتمون بأبناءهم في الأعياد من أجل توفير محتاجتهم لباساً وأكلاً وشرباً، وهذا أمر مطلوب يؤجر عليه المرء المسلم، ولكن هناك تقصير من الناحية الدينية فقد لا يسأل الأب ولده عن حضور صلاة العيد، ولا يهتم بشأنه في ذلك، فعلى الآباء أن يغرسوا في نفوس أبناءهم أهمية العيد من الناحية الدينية، لكي تنبت شجرة الإسلام في قلوبهم مستحكمةَ الأصول، قوية الجذور.

  فعندما يجتمع المسلمون في البلد ويشهدوا صلاة العيد في جمع كبير، وعدد كثير، متعرضين لنفحات الله وهباته، مظهرين لفقرهم وحاجتهم إلى ربهم، منضوين تحت لواء الرحمة التي تغشى المصلين، منتظرين بركة إجابة الدعاء الذي ينزل على اجتماعهم المبارك، عارفين أن من حكم ومقاصد ذلك الإجتماع العظيم هو تهذيب النفوس، وتطهير القلوب من دواعي الفرقة والإختلاف، مستشعرين معنى الأخوة الإيمانية التي تبدأ بالسلام والمصافحة لأخيك المسلم، وتنتهي بالدفاع والمنافحة عن