الحادي عشر: الخطب المتعلقة بالصلاة
  لقائه، ولم أقم بما أمرني بالقيام به، وأنهض بما حضني على النهوض فيه، وجعله أكبر فرائضه علي، وأعظمها عندي ولدي، في مباينة الفاسقين، ومجاهدة الظالمين، والنصرة لدين رب العالمين، إلى آخر كلامه #.
  يوم الجمعة سيد أيام الأسبوع، شرعت فيه صلاة الجمعة التي تعدُّ من آكد فروض الإسلام، وأعظم مجاميع المسلمين.
  يوم الجمعة في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وفيه ساعة الإجابة كليلة القدر في رمضان، وهي وقت الزوال، الذي يغفل عنه العباد.
  يوم الجمعة ميزان المسلم في الأسبوع، ورمضان ميزانه في السنة، والحج ميزانه في العمر.
  يوم الجمعة له الكثير من الفضائل والخير لهذه الأمة، فقد كان النبي ÷ وأصحابه وأئمة أهل البيت وعلماؤهم يعدون له العدة، ويتهيئون فيه للعبادة وطلب المزيد.
  كما روي أن أمير المؤمنين علياً # خطب في الجمعة، فقال: ألا إنّ هذا اليوم يوم جعله الله عيداً، وهو سيّد أيّامكم، وأفضل أعيادكم، وقد أمركم الله في كتابه بالسعي فيه إلى ذكره، فلتعظم رغبتكم فيه ولتخلص نيّتكم فيه، وأكثروا فيه التضرّع والدعاء ومسألة الرحمة والمغفرة، فإنّ الله ø يستجيب لكلّ من دعاه، ويورد النار من عصاه، وكلّ متكبّر عن عبادته، قال الله ø: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ٦٠}[غافر]، وفيه ساعة مباركة لا يسأل الله عبد مؤمن فيها شيئاً إلاّ أعطاه.
  أصبحنا لا نفقه من يوم الجمعة إلا أنه يوم إجازة للموظفين، أو راحة للعاملين، أو نوم للغافلين، أو نزهة للمترفين، فصرنا لا نعرف شيئاً من فضله ومكانته، بل قد نعطي غيره من الأيام ما لا نعطيه من الإهتمام والتعظيم.
  هذا اليوم الذي كادت مكانته وهيبته وعظمته أن تسقط من قلوب المسلمين في هذه الأزمنة، فبدلاً من أن يكون للإجتماع أصبح للإفتراق، وبدلاً من أن يكون للعبادة