الحادي عشر: الخطب المتعلقة بالصلاة
  أصبح عندنا للراحة والدعة، وبدلاً من أن يكون للموعظة والعبرة أصبح للغفلة والغرة، فصارت أحواله عندنا على العكس تماماً مما أراده الله تعالى ورسوله ÷.
  لقد أصبح الناس بالنسبة لصلاة الجمعة على أحوال متنوعة:
  فمنهم من يتركها ولا يحضرها، ويزعم أن صلاة الجمعة غير واجبة، لأنه يشترط فيها شروطاً لم تتوفر عنده.
  ومنهم من يتركها تكاسلاً وتهاوناً، ولا يصلي الجمعة بالكلية، وليس له عذر يبيح له الترك، وهو لا يعلم خطر فعله ذلك.
  ومنهم من يحضر الجمعة ولكن لا يستشعر أهمية الجمعة وخطبتها، فهو لا يدري عن أي موضوع تحدث الخطيب، فهو يدخل المسجد ويخرج منه كما دخله.
  ومنهم من لا يحضر إلا متأخراً، لأنه كان منشغلاً إما بالنوم، أو بالتسكع في الشوارع، أو الضياع في الأسواق، أو غير ذلك من الأمور الملهية.
  والبعض منهم قد لا يدرك إلا الصلاة أو بعضها.
  ومنهم من يحضر الجمعة، ولكن يفعل أشياء قد تكون سبباً في إحباط أجره، وإبطال ثوابه.
  ومنهم من يأتي إليها مبكراً، ويحرص عليه حرصاً زائداً، فلا يؤثر عليها شيئاً من أعمال الدنيا، بل يجعلها همه الأكبر وشغله الشاغل لما قد علم من فضلها، وما أقلهم.
  كما روي عن علي # أنه قال: (الناس في إتيان الجمعة ثلاثة: رجل حضر الجمعة باللغو والمراء فذلك حظُّه منها، ورجل جاء والإمام يخطب فصلى فإن شاء الله أعطاه وإن شاء حرمه، ورجل حضر قبل خروج الإمام فصلى ما قضى له، ثم جلس بإنصات وسكون حتى يخرج الإمام إلى أن قضيت الصلاة، وهي له كفارة ما بينها وبين الجمعة التي تليها، وزيادة ثلاثة أيام، وذلك لأن الله تعالى يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام: ١٦٠].
  أيها المؤمنون: قال الإمام الهادي إلى الحق #: ينبغي للمسلمين أن يُظهروا الزينة في يوم الجمعة، فيلبسوا خيار لباسهم، ويرتاشوا بأحسن رياشهم، ويتطيبوا بأطيب طيبهم،