الحادي عشر: الخطب المتعلقة بالصلاة
  يشغل نفسه بالأحاديث والمجابر قاصداً حتى تفوت الجماعة، والبعض الآخر يرى أن الصلاة مع الجماعة فيه هدر لوقته الثمين، فالجماعة تؤخره عن لهوه ولعبه وغفلته، فهو يريد الإسراع لوحده، أو يريد أن لا يفوته العمل فأي بركة وأي توفيق سيكون في عمل كهذا العمل، {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ١١}[الجمعة]، ويقول سبحانه وتعالى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ١٣٢}[طه].
  تعالوا إلى النبي ÷ لننظر ما حكم أولئك القوم، وأنت أخي المسلم اختر الحكم على نفسك من خلال ذلك:
  فعن ابن عباس، وابن عمر أنهما سمعا النَّبِي ÷ يقول على أعواد المنبر: «لينتهين أقوام عَن ودعهم الجماعات - أي تركهم -، أو ليختمن اللَّه على قلوبهم، ثم لَيَكُونُنَّ من الغافلين».
  وعن النبي ÷ أنه قال: «لقد هممت أن آمر بالصلاة أن تقام ثم آمر رجالاً من قريش فيحملون حزماً من حطب فيه نار فأحرق على قوم لا يحضرون الصلاة بيوتهم».
  وعنه ÷: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلى بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار».
  وعنه ÷: «إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار».