الحادي عشر: الخطب المتعلقة بالصلاة
  وعنه ÷: «لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار».
  وعن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله ÷: «لينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن عليهم بيوتهم».
  وعن أبيّ بن كعب قال: صلّى بنا رسول اللّه ÷ يوماً الصبح فقال «أشاهدٌ فلان؟»، قالوا: لا، قال «أشاهدٌ فلان؟» قالوا: لا، قال «إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حَبْواً على الرُّكَبِ، وإنَّ الصفَّ الأوَّل على مثل صفِّ الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه، وإنَّ صلاة الرَّجل مع الرَّجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرَّجلين أزكى من صلاته مع الرَّجل، وما كثر فهو أَحَب إلى اللّه ø».
  وروي عن ابن أمِّ مكتوم، أنه سأل النبي ÷ فقال: يا رسول اللّه إني رجل ضرير البصر شاسع الدار، ولي قائد لا يُلائِمُنِي، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال «هل تسمع النِّداء؟» قال: نعم، قال «لا أجد لك رخصةً».
  وفي رواية أخرى عن ابن أم مكتوم قال: يا رسول اللّه إن المدينة كثيرة الهوامِّ والسباع، فقال النبي ÷ «أتسمع حيَّ على الصلاة، حَيَّ على الفلاح؟» قال: نعم، قال «فحيَّ هلا».
  فهذا الرجل الأعمى الضرير اجتمعت فيه ستة أعذار، هو ضرير، وبعيد الدار، وليس له قائد يقوده إلى المسجد، وبينه وبين المسجد واد مسيل فيه شجر ونخيل أضف إلى ذلك كبر سنه ورقة عظمه ووجود الهوام والسباع بالمدينة ومع ذلك كله قال له النبي ﷺ «لا أجد لك رخصة»، فكيف سيكون حالنا نحن الذين لا عذر لنا وإذا كان النبي ÷ لم يرخص لهذا الرجل بالتغيب عن الجماعة فمن رخص لنا نحن بالغياب عنها والتخلف عن أدائها جماعة.