الحادي عشر: الخطب المتعلقة بالصلاة
  وعن جابر بن عبد الله قال: فَقَدَ النبي ÷ قوماً في الصلاة فقال: «ما خلفكم عن الصلاة؟ قالوا: لحاً - أي نزاعاً أو خصومة - كان بيننا فقال: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد».
  ورُوِي عن رسول الله ÷ أنَّه قال: «فرق ما بيننا وبين المنافقين أنَّهم لا يستطيعون حضور العشاء والصبح في جماعة».
  الثالث: - بعض الناس يدخل إلى المسجد والصلاة قائمة وقد صلى، أو يصلي لوحده ثم تقوم الجماعة فلا يصلي معهم، فماذا قال نبينا الكريم في ذلك: -
  عن يزيد بن الأسود أنه صلى مع رسول اللّه ÷ وهو غلامٌ شابّ، فلما صلى إذا رجلان لم يصليا في ناحية المسجد، فدعا بهما فجيء بهما ترعد فرائصهما، فقال «ما منعكما أن تصلِّيا معنا؟»، قالا: قد صلينا في رحالنا، فقال «لا تفعلوا، إذا صلّى أحدكم في رحله ثمَّ أدرك الإِمام ولم يصلِّ فليصلِّ معه؛ فإِنَّها له نافلةٌ».
  عن يزيد بن عامر قال: جئت والنبي ÷ في الصلاة، فجلست ولم أدخل معهم في الصلاة قال: فانصرف علينا رسول اللّه ÷ فرأى يزيد جالساً فقال «ألم تسلم يا يزيد؟» قال: بلى يا رسول اللّه قد أسلمت، قال «فما منعك أن تدخل مع النّاس في صلاتهم؟» قال: إني كنت قد صلَّيت في منزلي، وأنا أحسب أن قد صليتم فقال «إذا جئت إلى الصَّلاة فوجدت النَّاس فصلِّ معهم، وإن كنت قد صلَّيت تكن لك نافلةً، وهذه مكتوبة».
  وعن محجن الدئلي أنه كان في مجلس مع رسول الله ÷ فأذن بالصلاة، فقام رسول الله فصلى، ثم رجع ومحجن في مجلسه، فقال له رسول الله ÷ «ما منعك أن تصلي مع الناس ألست برجل مسلم»، فقال له: بلى يا رسول الله، ولكني كنت قد صليت في أهلي، فقال له رسول الله ÷ «إذا جئت فصل مع الناس».