روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالفضائل والخصال الحميدة ومكارم الأخلاق

صفحة 216 - الجزء 2

  ومنها: أنها تدل على رضى العبد وتسليمه بما يختاره الله له، فإن ما يختاره الله لك، أفضل مما تختاره أنت لنفسك، لأن الله أعلم بمصلحتك منك، واختياره خير لك من اختيارك، ولو كان ذلك في نفسك صعب، فإنه سيبدو لك فيما بعد صحةُ ذلك وصدقُه.

  ومنها: حصول البركة والخير الكثير في الأمر الذي تقدم عليه وتدخل فيه، فإن البركة ما دخلت في قليل إلا كثرته، ولا نزعت من كثير إلا قللته.

  ومنها: أن الإنسان قد يستصغر الأمر الذي يريده أو يحتقره، أو يراه ليس مهماً فإذا استخار علم أن ذلك كان فيه خير كثير، أو شر كثير مستطير.

  أيها المؤمنون: الاستخارة مطلوبة منا في كل أمر صغر أو كبر، عظم أو حقر، فإذا أردت السفر فاستخر الله، وإذا أردت الزواج فاستخر الله، وإذا أرت التجارة فاستخر الله، وإذا أردت الزراعة فاستخر الله، وإذا أردت أي عمل فلا تنس الاستخارة، حتى ولو عرض لك الأمر وأنت في السوق أو في البيت أو الطريق أو في أي مكان، وأشير عليك بالذهاب إلى المكان الفلاني أو إلى عند الشخص الفلاني، أو بالجلوس في المكان الفلاني فلا تغفل الاستخارة، ولا يحتاج إلى أن تتوضأ وتصلي ثم تدعو، ولكن احفظ أي دعاء للاستخارة ولو قلّ، ثم انظر في الأمر الذي يرتاح له بالك، وتطمئن به نفسك، وتوكل على الله ربك.

  ولا تستثقل أن تكرر الاستخارة مرتين أو ثلاثاً، ولو إلى سبع مرات، ليطمئن قلبك، ولكي تكون على بينة من أمرك، ولتكون استخارتك تامة فلا بأس بأن تقدم قبلها صلاة ركعتين تقرأ فيهما ما أردت من القرآن، ثم تدعو الله تعالى وتستخيره في أمرك.

  كما روي عن أنس أن النبي ÷ قال له: «يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربك ø فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك فإن الخير فيه».

  وقد وردت عن النبي ÷ طرق في تعليم الاستخارة: