روائع الخطب المنبرية للجمع والأعياد والمناسبات الدينية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الثالث عشر: الخطب المتعلقة بالمواعظ البليغة (حول الدنيا والموت والقيامة والجنة والنار)

صفحة 350 - الجزء 2

  أيها المؤمنون: وفي مقابل هذا النعيم ما أعد الله من العذاب الأليم، الدائم المقيم، للعصاة والمجرمين، من الفاسقين والفاجرين والمنافقين والظالمين والكافرين، الذي يُرعبُ القلوبُ ذكرَه، ويسيل المدامع استماعه، فقد ملأ الله تعالى القرآن من آيات الوعيد التي تبين ما أعد من العذاب لأعدائه الأشقياء، وذكر أحوالاً من ذلك:

  فأما أماكنهم: فقال تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ٧٤ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٥}⁣[الزخرف]، وقال: {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ٢٣}⁣[الصافات].

  وأما بيوتهم: فقال تعالى: {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ}⁣[الأعراف: ٤١]، وقال: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ}⁣[الزمر: ١٦].

  وأما طعامهم: فقال تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ٦}⁣[الغاشية]، وقال: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ٤٣ طَعَامُ الْأَثِيمِ ٤٤ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ٤٥ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ٤٦}⁣[الدخان]، وقال تعالى: {وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ٣٦}⁣[الحاقة].

  وأما مياههم: فقال تعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ٢٩}⁣[الكهف].

  وأما ثيابهم: فقال تعالى: {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ١٩}⁣[الحج]، وقال: {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ٥٠}⁣[إبراهيم].

  فأما عذاب جلودهم: فقال تعالى: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ}⁣[النساء: ٥٦]، فقد روي أن جلودهم تبدل في كل لحظة سبعين مرة.

  وأما وجوههم: فقال تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ}⁣[الأحزاب: ٦٦]، وقوله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ١٠٤}⁣[المؤمنون] وقد روي: أن النار تلفحهم لفحة تسيل لحومهم على أعقابهم).

  وروي عن النبي ÷ «إن جهنم إذا سيق إليها أهلها لفحتهم لفحة لم تدع لحماً على عظم إلا ألقته على العرقوب).