ثالثا: الإمام والمطرفية وجها لوجه
  #، فنصبوا لهم يحيى بن منصور بن مفضل المشرقي، وداروا به في المجامع والأسواق ليأخذوا له البيعة، فلم يبايعه أحد سواهم وباء مخططهم بالفشل.
  وفي ذلك ما يقول الإمام المنصور بالله # في قصيدته النونية:
  كفعل بني مطرف يوم جاءوا ... بمهدي لهم مقلوب عين
  بايعوني اختيارا ضل سعيهم ... في نكث بيعتهم بالغدر والغرر
  رجوا منه انتصاراً كيف يرجى انـ ... انتصاراً من ضعيف المنكبين
  هم نظموا الهجاء وحبَّروه ... وحكم الله بينهم وبيني
  وزادوا في ضلالتهم وطالوا ... بزور ضل سعيهم ومين
  إلى قوله:
  وراموا حربنا لما ابتعدنا ... ومن لهم بنيل الفرقدين
  إلى آخر القصيدة، ثم أمر الإمام # بقتل رجالهم وسبي نسائهم وإخراب دورهم ومساجدهم، وقد قال # بعد أن ذكر نكثهم وبغيهم:
  فحلَّ لي قتل من أدلى بحجتهم ... ممن غدا بالغاً للحلم من ذكر
  يا من تحير من شك لقتلهم ... اذكر وكن ذا حفاظ قصة النهر
  وقال قبل هذه الأبيات:
  إني قرأت كتاب الله ملتمساً ... عذراً لهم في مثاني الآي والسور
  فقالت الآي لي بالحكم إنهم ... في القول بالطبع كالعباد للحجر
  فَشِمْ عليهم حساماً صارماً ذكراً ... واغمده في قلل الهامات والقصر
  وإن بدت شوكة فيهم فسبيهم ... أحل من شرب ما يهمي من المطر
  إلى آخر القصيدة، وقال في قصيدة أخرى: