القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

سابعا: رسالة الإمام (ع) إلى كافة الناس

صفحة 133 - الجزء 1

  سفن النجاة، وسفن ماء الحياة، وقد علمتم يا معشر المسلمين بالعيان - دون أن نخبر إنساناً - أن الشيعة المطرفية أول من أجاب دعوتنا، وأعطى بيعتنا، وشهد في السر والجهر بإمامتنا، فإن كانوا صدقوا في الإبتداء فقد كذبوا في الإنتهاء، وإن كذبوا في الإبتداء، فما المانع أن يكونوا في كلتا الحالتين كاذبين سواء؟

  ولما قمنا بعد أن مرجت أسباب الدين، ووهت قواعد اليقين، وغلب شقاق النفاق، وأوقدت نيران الضلال، وظن قوم بالله الظنونا، وابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً، ففقأنا عين الفتنة، وأخمدنا نار الضلالة، بعزمة علوية، وعصمة نبوية، راكضين في الجولة، ثابتين في الصولة، إن جاش جيش لجيش كنا أثبت الناس في موجه أساساً، وإن عصفت ريح سلطان ضلالة كنا أكثر الناس فيها عناء ومراساً، هذا وقد عددنا المطرفية من التائبين عند ظهور القائم، المجردين في مرضاة الله شدائد العزائم، لإظهارهم محض الطاعة، وانخراطهم في سلك الجماعة، وكان معنا منهم بمدينة شبام مرابطة من أفاضلهم قدر أربعين، فلما زال الزبد عن الصريح، ولم يبق إلا أن نغلب فنريح، أو نموت فنستريح، فوجهنا الوجوه تلقاء صنعاء مقدمين على الهول المهيل، ناهضين بالحمل الثقيل، فتسللوا عنا لوذاً بأصول البرقوق، مائلين إلى الخذلان والعقوق، إلى أن جاءونا إلى صنعاء مهنئين، فسألناهم عن الحال، فتناقض اعتذارهم، وبان اختبارهم، وظهر فرارهم، فعذرناهم، وقلنا ضعفاء جبنت قلوبهم عن الصدام، وكرهوا مفاجأة الحمام، فاجتمعوا إلى صنعاء جمعة عامة، فجدد شيوخهم البيعة، وانتشروا ولاة في الآفاق، فخانوا الأمانة، وركبوا متن الخيانة، فقلنا فقراء أرادوا الإبتلال بالمال، وأن يصلحوا به الحال، فمشينا بهم كما يمشي العليل بدائه، ويرسل على جرحه فضل ردائه، فلما صعبت عليهم الأمور، إن أظهروا اعتقاد الإمامة، لامهم الخاصة والعامة في خذلان الإمام، وإن رفضوا لغير علة مقتهم الصغير والكبير من الأنام،