سابعا: رسالة الإمام (ع) إلى كافة الناس
  فداووا خرقاً بخرم، وغسلوا إثماً بإثم، وقالوا اطعنوا في إمامة الإمام، ليكون لكم عذراً في التخلف عند العوام، فسبوا برياً، وجاءوا شيئاً فرياً، وقالوا كان وكان، وأخبرنا فلان عن فلان، وصلوات الله على الهادي # وعلى الطيبين من آله الكرام، يوهمون أن الصلاة عليه تنقص من بعده، وتبطل إمامة غيره، ولو كان حاضراً لخذلوه، ففي قلة نصره في كل أوان، وهو # كان جذل الطعان، حليف السيف والسنان، وإنما يظهرون للعوام أنا لا نكره الإمام، ولهذا ترون محبتنا لمن مضى من الأئمة الأعلام، مكيدة يعرفها فضلاء الرجال، وتجوز على الأغمار والجهال.
  قلنا: هلم إلى المناظرة فإن كنتم على يقين ظهر للناس صحة ما أنتم عليه، وعذرتم عند الله وعند الصالحين، وإن كنتم على ضلالة رجعتم إلى الحق المبين، وانخرطتم في سلك الصالحين، وعددتم من أنصار الأئمة الراشدين، فكرهوا ذلك وذاك، بعد أن استقام لهم شيخ آل الرسول في ثلا، فطلبوا لجفوته عللاً، فقاتلهم الله أنى يؤفكون، أشاهداً بعد يحيى بن أحمد يريدون، ودليلاً بعده إلى الرشد يبغون، ثم إني لما قرأت كتاب الله تعالى متأملاً، وجعلته لي شغلاً، لأنه حياة القلوب، وشفاء الكروب، وجدتهم قد كذبوا منه وردوا أربعمائة آية وسبعاً وثلاثين آية محكمة لا تحتمل التأويل، لو أن من تحت أديم السماء كذبوا بآية واحدة منها لكانوا بحكم الله سبحانه من الكافرين، ووجب جهادهم على جميع المسلمين، فكيف من كذب بمجموعها.
  فأما كلام رسول الله ÷، وكلام الأئمة من ولده فهم له رادون، وعنه صادرون، وإنما الأصل كلام الله، فإن صدقوه صدقوا ما بعده، فهو فرع عليه، وإن ردوه طاب الجلاد، وتعين فرض الجهاد، وغزوناهم كما يغزى الكفار، وأوقدنا النار إزاء النار، فإن ظهرنا عليهم بنصر الله قتلنا المقاتلة، وسبينا الذرية، وبعنا النساء والعيال كما يفعل