القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

سابعا: رسالة الإمام (ع) إلى كافة الناس

صفحة 135 - الجزء 1

  بالمشركين، ولم يكن عندنا لكل حالم إلا السيف، لأن هذا حكم الله وحكم رسوله، لأن هذا حكم المرتدين من العرب، وقد تعللوا بالمخافة، والذمة بين المسلمين ثابته، والله سبحانه قد أمر بجوار المشركين حتى يسمعوا كلام الله، وظهور حجج أولياء الله على أعدائه، وإن تمردوا عن ذلك وذاك، لا ناظروا ولا تأمروا، فما بقي عندنا لهم إلا السيف، وكفى به ناصراً للمظلوم، ومنتصراً من الظلوم، فإن الخوارج على أمير المؤمنين # كانوا أشد من هؤلاء القوم وطأة في الإسلام، فرسان الخيل، وعباد الليل، وحملة القرآن، وأحلاس الطعان، فخالفوا علياً # في ثلاث مسائل:

  الأولى: منها لم حكم؟.

  والثانية: لم محَ نفسه من إمرة المؤمنين؟.

  والثالثة: لِمَ لَمْ يَسْبِ يوم الجمل؟.

  فقتلهم # قتل الكلاب، وصب عليهم سوط عذاب.

  واعلموا يا معشر المسلمين رحمكم الله أن الكافر يحل قتله ضعيفاً كان أو قوياً، وأن ضعفه من الكفر لا يعصمه من القتل شيئاً، بل إذا قد حل لنا قتله فأحب الأشياء إلينا أن يكون ضعيفاً، لأن القوي يتعبنا علاجه، ويصعب علينا اعوجاجه، فتأملوا الأمور بعين الفكرة، وتأهبوا للقيام والنصرة، فلو خذلتمونا خذلانهم ما عز لله دين، ولا حمي سرح الإسلام.

  وبلغنا أنهم يقولون وأين الجهاد؟ فقلنا كما قيل في المثل المنتشر: (هان على الأملس ما لاقى الدبر) أين أنتم عن نجران وبيحان والجوف وغزو تهامة، وما ظهر في الجنات وشبام للخاصة والعامة، من المواقف التي حضرتها رجال حمير، وما كسبوا فيها من أجر ومفخر، وأنتم منجحرون انجحار الضباع، مترددون بين الدراعة والقناع، تأكلون الحار والبارد، متفيئون في ظل المساجد، لا الله تتقون، ولا من محمد ÷