القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

سابعا: رسالة الإمام (ع) إلى كافة الناس

صفحة 136 - الجزء 1

  تستحيون، قد خذلتم ذريته بأنفسكم، وخذلتم الناس عنهم بمكركم، فشركتم في دمائهم، وعددتم من أعدائهم، قال رسول الله ÷ «حرمت الجنة على من أبغض أهل بيتي، وعلى من حاربهم، وعلى المعين عليهم، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم»، وقال ÷ «من كان في قلبه مثقال حبة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي، لم يرح رائحة الجنة»، وقال ÷ «من حاربني في المرة الأولى، وحارب أهل بيتي في المرة الثانية، كان من شيعة الدجال»، وشيعة الدجال هم اليهود لعنهم الله.

  فانظروا معنى هذه الأخبار، ومن اختص بها، تجدوهم القوم لا محالة، وفي الحديث عنه ÷ في أهل بيته «قدموهم ولا تقدموا عليهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا»، فقد خالفوا وشتموا وأنتم الشاهدون، فضلوا وكفروا بشهادة الصادق الأمين، فإن لم تقوموا عليهم فمن القائمون؟.

  ومن عجائبهم - وإن كانت لا تحصى - أنهم قالوا: لا ينبغي للإمام أن يعمل الحصون ويشحنها قوة للمسلمين، ومراغماً للفاسقين.

  قلنا: فأين أنتم عن قوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}⁣[الأنفال: ٦٠]، وما أخرجنا الأموال الجليلة التي صارت إلينا إلا في هذين الوجهين، أفليس رسول الله ÷ - يا جهال - خندق على نفسه خوفاً من المشركين، وهو في ثلاثة آلاف من الأنصار والمهاجرين؟ وكل واحد منهم يحب أن يموت قبل صاحبه - وكل واحد من أهل عصرنا يحب أن يموت صاحبه قبله - ومعه الملائكة المسومين، فأين أنتم عن الآثار النبوية؟ يا أجهل العالمين، لا بكلام الله صدقتم، ولا كلام رسول الله أتبعتم، فأين تريدون؟، إلى قوله #: