القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

سابعا: رسالة الإمام (ع) إلى كافة الناس

صفحة 137 - الجزء 1

  أعيوني في حال ما وافقوني ونافقوني، فكيف بعد أن ناصبوني وكاشفوني؟.

  قالوا: فعل الأئمة كذا وكذا.

  قلنا: أتخبروني عن ضب احترشته، وبئر نبشته، أفلسنا أولاد الأئمة، وأولى الرجال الذي نحن أعرف بدينه، أفلسنا أهل البيت؟ وأهل البيت أعرف بما نزل فيه، ولكنكم كما قيل في المثل (لا يَجُزُّ مَسْكَ السوء من عَرَفَ السوء)، لما خبث اعتقادكم ظهر فسادكم، ضيعتم الخير البارد، ولقيتم السهم الصارد، فكنتم كما قيل في المثل الشارد (تجنب روضة، وأحال يعدو) اخترتم الشقاء على الراحة، والخفة على الرجاحة، ومن أمثال العامة (قيل للشقي هلم إلى السعادة، فقال حسبي ما أنا فيه) فقد دعونا القوم إلى الله سبحانه، فإن أجابوا قبلنا، وإن أبوا جليناهم بالساعد الأشد، وحصبناهم بحاصب البَرَد، وكنا كما قال الشاعر:

  فتى لا يحب الزاد إلا من التقى ... ولا المجد إلا من قنى وسيوف

  ولو كانت لنا رخصة في المتاركة لعملنا، كما قيل في المثل (دع امرأ وما اختار)، لكن منع من ذلك خوف النار في ترك طاعة الحكيم تعالى ومراده، والعمل بقوله سبحانه {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}⁣[الحج: ٧٨]، فلا نوم ولا غفلة حتى تفيئوا إلى أمر الله عجلاً، أو نكرع السيوف فيكم عللاً ونهلاً، وهذه نصيحة لزمنا فرضها فنشرناها، وكامنة من معالم ا لدين آثرناها، فما أولئك القوم أكثر عبادة، ولا أعظم حرمة من أصحاب النهر، فذاقوا مس سقر، وقتلهم خير البشر، فانظروا في ذلك معشر المسلمين، ولا ترخصوا للقوم. والسلام.

  فلما انتشرت هذه الرسالة العامة، وعلمت المطرفية اشتد خوفها وفزعها، وضعفت شوكتها.