كتاب الأميرين إلى الأشراف
  الرافضين لها، التاركين لزخارفها، فلو أردنا الرئاسة في هذه الدنيا لأدركنا الأمر بغير واسطة، فلما تعين الفرض علينا بدعاء القائم بعد إبدائنا العذر، واجتهادنا في سقوط فرض هذا الأمر، لا زهداً في الحق، ولا رغبة عن الدين والصدق، بل لعلمنا بعظم الأمر وما يتعلق به من الإمتحان والضر، فلم نجد عن الحق معدلاً، ولم نلق إلى الإخلاد إلى السكون معولاً، ولا رأينا رخصة في الوقوف إلا بالخروج عما جاء به محمد ÷، وسائر أئمة الهدى من ذريته الطاهرة $، فبايعناه على بصيرة، وأنفذنا عن برهان بعد تكرير السؤال والإمتحان، وقمنا وقعدنا، وهببنا وركضنا، وانحدرنا وأصعدنا في طاعة إمامنا ورضا ربنا، متعرضين لموارد الحمام، وقود اللهام إلى اللهام، فلم ندع فرصة للعدو إلا انتهزناها، ولا رتبة للظالمين إلا كبسناها، فتارة لنا وتارة علينا، لا نستظهر الإستظهار بطراً، ولا تحدث فينا غلبة الظالمين انكساراً، على منهاج السلف الصالح، يجري آخرنا على سنن سبيل أولنا حتى نلقى الله سبحانه على عهده، وجدنا ÷ متقدمين وصيته، حافظين له في أمته، مؤدين لأمانته.
  ولما جرى من الإمام # ما جرى من أحكام الله سبحانه على المطرفية المرتدة، وصلنا كتابه يذاكرنا في أمركم، ويأمرنا بنصيحتكم، فتعين علينا فرض ذلك.
  فإن كنتم منا وإلينا نسباً ومذهباً، رجعتم إلى دين آبائكم، ومذاهب سلفكم، وطهرتم أنفسكم من دنس الشرك، وريب الشك، وذلك هو الظن بكم، والأليق بطريقة أسلافكم الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، وإن تماديتم على الضلال، وجبنتم في ميادين المحال، ضررتم أنفسكم وهدمتم شرفكم، وجرى حكم الله سبحانه فيكم بما جرى به الحكم على أهل الردة، ولم يبق لكم الإنتساب إلى النصاب الشريف عدة، ولا ينقض عنكم من أناشيط الكفر عقدة، قال تعالى {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي