كتاب الأميرين إلى كافة المسلمين
  هو، أما بعد:
  يا معشر المسلمين في جميع أقطار اليمن، فإنا أهل البيت الذين فرض الله عليكم طاعتهم وولايتهم، وأمركم بسؤالهم والرجوع إليهم، فقال تعالى {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}[النحل]، فنحن أهل الذكر، ومهبط الوحي، وولاة الأمر، وقد عرفتم إقبال الناس إلينا، وطلبهم للقيام منا، وبذلهم نفوسهم وأموالهم بين أيدينا، فلما رأينا الرخصة في الوقوف أمسكنا، ولم تشرب الدنيا نفوسنا، ولا ترغب في حطامها قلوبنا، فلما دعا الإمام الأجل، المنصور بالله ø، أمير المؤمنين، القائم بفرض رب العالمين، عبد الله بن حمزة بن سليمان بن رسول الله ÷، طلبنا لنفوسنا العذر وللأمة في التخلف عنه لما نعلم من مشقة الجهاد، وتعب التجرد لحرب أرباب العناد، إلى أن بلغنا الغاية القصوى في السؤال والإستقصاء، فوجدنا الضالة التي أضللناها، والبغية التي طلبناها، ورأينا فرضاً لا يسع المسلمين تركه ولا يحل إهماله، فقمنا على كبر من السن، وضعف من الجسم، وقلة من الأعوان، ودعونا إليه في الشرق والغرب، وجاهدنا في البعد والقرب، وعادينا الأقارب والأولياء، ووالينا الأباعد والأعداء، طلباً لرضا الله ø ومنابذة عن دينه الذي ارتضاه لجدنا محمد ÷ الطيبين من ذريته، ونحن كل يوم نزداد في إمامنا بصيرة، وفي الحق يقيناً، كلما سمعنا هايعة طرنا إليها بعلم الخاص والعام، صمدنا في نجران وبلاد يام فخربنا المعاقل، وهدمنا المنازل، وشردنا الطغاة من معاقل الطغام ومقاول العِظَمْ، ثم قصدنا الجوف بالجنود المنصورة المشهورة، فهدمنا دروبه ودوره، ثم كان من الغز ما علمتم في صعده فجاءنا أمر الإمام # بالقيام عليهم، فلم ندع في ذلك جهداً، ولم نأل إمامنا نصحاً فنزلنا إلى الحقل، على عسكر مجر من الخيل، بجند متدان ضعيف، طالبين لإحدى الحسنيين، فكان ما علمتم وعلى بصيرة من أمرنا، ووثيقة في ديننا، ثم قد كان من