القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

موقف الأمير مجد الدين

صفحة 145 - الجزء 1

  المطرفية، ويذهبون مذهبهم، فأنشأ كتاباً، والكتاب في السيرة المنصورية (٢/ ٨٥٨ - ٨٦٢)، وإليك الكتاب:

  

  وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله

  كتابنا هذا إلى كافة الشرفاء الأجلاء الزلفاء النبلاء، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

  فإنا نحمد الله تعالى إليكم على ما أولانا من سوالف نعمه، وعواطف فضله وكرمه، ونسأله لنا ولكم الهداية إلى سبيل الحق المبين، واقتفاء الأسلاف الطيبين، وأن يوزعنا وإياكم شكر ما أولى من جوده وامتنانه، ويفيء لنا ولكم بالزلفة لديه في دار كرامته وأمانه، وأن يصلي على جدنا الأمين محمد وعلى آله الأخيار الأكرمين.

  وسوى ذلك، فغير خاف عليكم ما خص الله تعالى به أهل بيت محمد صلى الله عليه وعليهم من خلال الفضل، وشرف النصاب والأصل، جعلهم الشهداء على عباده، والأمناء في بلاده، والحفظة لدينه، والمظهرين لبراهينه، واصطفاهم منصباً للإمامة، وقضى لهم برتبة الزعامة، وقرنهم بكتابه المبين، وافترض مودتهم على كافة العالمين، وأوجب النجاة لمن اعتصم بحبلهم، وسلك نيرات سبيلهم، بذلك سطعت آيات الكتاب، وتلألأت سنة النبي المجتبى من لب اللباب {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٤}⁣[الجمعة].

  ولما أن ختم الله تعالى باب الرسالة، وقشع سبحانه ديجور الجهالة، وأخمد نار الضلالة، بمحمد نبيه ÷، عقب ذلك بأن جعل في أهل بيته الأطهار المنتجبين، وعترته الأخيار الطيبين، دون من عداهم من العالمين، من ينفذ أحكام شريعته،