القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

ثامنا: موقف العلماء المعاصرين للإمام من المطرفية

صفحة 146 - الجزء 1

  ويوضح أعلام طريقته، ويحمي بيضة ملته، منَّة منه سبحانه على عباده، ولطفاً لهم ليسلكوا سبل مراده، فله الحمد بجميع محامده على جميع نعمه، فلم يزل فيهم بحمد الله سبحانه في كل عصر من يقوم من هذا الدين عوجه، ويبين للسالكين منهجه، وينفي عنه تحريف كل غال، وانتحال من ينحل من ذوي الإبطال، وتأويل كل جاهل ضال، حتى انتهت الحال المقرونة بتأييد ذي الجلال، إلى قيام مولانا الأجل المنصور بالله ø أمير المؤمنين، وابن رسول رب العالمين، القائم بالحق المبين، سيد الأمة، خلف الأئمة أبي محمد عبد الله بن حمزة بن سليمان بن رسول الله ÷، ولم يقم سلام الله عليه إلا بعد أن شهدت له الصولات والدفاتر، وعنت له الصهوات والمنابر، ورجع إليه الأصاغر والأكابر، مع تقمصه بحلل السخاء الغامرة، وارتدائه بملآءة الفضل الفاخرة، وطهارة منشئه، وفقه مئزره، مع التقى والعبادة، والورع والزهادة، والمنصب الذي علا النيراتِ الثواقبَ نورُه، وختم على سمك المعالي العالية قصوره، لتردده بين النبي المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، صلى الله عليهم وعلى آبائهم النجباء، ولما أن قام إلى الله تعالى داعياً، وفي مرضاته ساعياً، ولدين الله راعياً، أجابه علماء أهل البيت الطيبين، وجمهور من في اليمن من المسلمين، وعامة من قبائل العرب والعجم مجمعين، باذلين لطاعته، منخرطين في سلك إرادته، وكان أول سابق إلى بيعته، ومعلن الشهادة على صحة حجته واستقامة محجته الأميران الكبيران الأجلان شيخا آل الرسول، وحجتا ذوي العقول، بحرا الجود والعلم، المرتديان بالورع والحلم، تاجا الفخار، ساطعا المنار، شمس الدين وبدر الدين الداعيان إلى الحق المبين يحيى ومحمد ابنا أحمد بن يحيى بن الهادي إلى الحق #، ولم يكن ذلك منهما سلوكاً لمداحض التقليد، ولا طلباً لعلوٍ في دار الفناء أو مزيد، لكن عن بصيرة أوجبها الإختبار الشاهد له سلام الله عليه بقوة الوطأة،