القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

ثامنا: موقف العلماء المعاصرين للإمام من المطرفية

صفحة 148 - الجزء 1

  هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}⁣[الأنفال]، والآن فقد حكم فيها بحكم أهل الشوكة من المرتدين، واتبع في حكمه بواهر الأدلة والبراهين، وأبان أن سبيل نجاته عند رب العالمين في الإجتهاد في إخماد نارها، وهدم منارها، ليكون ممتثلاً لما ألزمه الله تعالى من إقامة دينه، وإظهار براهينه، فالله تعالى يعز نصره، ويشد بالتأييد المكين أزره، ونصلي على محمد وعلى آل محمد.

  وقد أصدرنا إليكم هذا الكتاب عن عوارف من الله كثيرة، ولطائف جمة غزيرة، فله الحمد كثيراً، بكرة وأصيلاً، والموجب لإصداره إليكم ما ألزمنا الله تعالى من حقكم من إهداء النصيحة، وإيضاح المحجة الصحيحة، لما خصنا الله به ø من المشاركة في النسب الشريف، والمنصب الزاهر المنيف، وإنها للمنة العظيمة التي تصغر المنن في جنبها، والنعمة الجسيمة التي يقصر الشكر عن مكافأة حق ربها، فله الحمد أولاً وآخراً.

  وها نحن ندعوكم إلى الطريقة التي من تنكبها زلت به القدم، وحل به في الآخرة التحسر والندم، ومن استنهجها حاز الخير والكرامة، وفاز بالأمن والسلامة، ندعوكم إلى الأئمة الهادين الراشدين، والإقتداء بهم في الأصول التامة بقيمات البراهين، التي تتفرع منها أغصان الدين، ويتفتح من أكمامها أزهار الحق اليقين، ويجنى من أزهارها ثمار الخير المبين، ونحذركم اتباع الأهواء، وخبط العشواء، والتعاميَ والأعيانُ بصيرة، والتقليدَ والأدلةُ ساطعة منيرة، قد علمتم حال إمامكم سلام الله عليه، وتواتر دعاته لكم إلى سبيل رشدكم، فما عذركم فيه عند ربكم، إذا حضرتم للحساب عند أحكم الحاكمين، وكان الشهود الملائكة المقربين، والخصم جده محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، أبالشبه تعتذرون؟، فلا عذر لكم من ذلك وقد قال الله تعالى {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل]، أم بالعصبية تحتجون؟، فلا حجة لكم بها، وبها ضل المضلون، أم