القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

نشأة المطرفية

صفحة 24 - الجزء 1

الفصل الأول

نشأة المطرفية

  ظلت الزيدية في اليمن فرقة واحدة يقودها أئمتها، ويرشدها علماؤها، وتمارس أعمالها الإمامية، وتنفذ الأحكام الشرعية المستمدة من الكتاب والسنة، وتقاوم الفرق المخالفة للإسلام، وترد على أهل الزيغ والتحريف من جميع الأنام إلى أواخر القرن الثالث الهجري وبداية القرن الرابع، (حيث بزغت بوازغ الضلالات، ونزغت نوازغ الجهالات)، من بين أوساط المجتمع الزيدي تتزعمه فرقة تزعم التمسك بأهل البيت، والإستمداد من علومهم، والأخذ بأقوالهم، وهي عن دعواها بعيدة، وعن برهانها عاطلة، وبينها وبين الصحة (مسافات ومراحل)، حتى شذ عن الزيدية فرقة خالفتها، وخرجت عن مبادئها، مما دعى علماء الزيدية وأئمتها إلى التشمير عن ساعد الجد في رد تلك البدعة، والتحذير من تلك الشرذمة، والمحاربة لتلك الطائفة، لخطورة أقوالها، وعظم خطرها، وشدة ضررها، حتى لا يعم اليمن أو الزيدية - بالمعنى الأخص - الأقوال المخالفة للقرآن، والعقائد الفاسدة الضالة، فسعى أئمة الزيدية في إطفاء تلك النار التي بدأت تشب ويرتفع لهبها، وترمي بشررها شيئاً فشيئاً حتى قويت شوكتها، واشتدت شكيمتها بعد قرنين من الزمان كما ستعرف ذلك إنشاء الله تعالى.

بداية الخلاف

  وكان بداية ذلك الخلاف، ونشوء ذلك الشقاق: أن رجلين يقال لأحدهما علي بن حرب، والآخر علي بن محفوظ، وكانا ممن سكن ريدة، وكانا ممن يقول بتأثير الطبائع، ورجلاً