آخر يقال له علي بن شهر، وكان ممن سكن بيت أكلب، وكان يقول بأن الله هو الذي يخترع الأصول والفروع، فاختلف هذا مع الرجلين، ومن هنا بدأ الخلاف يدب ويتزايد.

ترجمة علي بن شهر

  وكان علي بن شهر هذا إماماً واسع المعرفة في علوم الزيدية، قال العلامة القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال في ترجمته في مطلع البدور:

  كان من كبار العلماء وخيارهم، مستقيم العقيدة، صحيح الطريقة، صادعاً بالحق، وهو من أهل بيت وهب من ظاهر همدان، إلى قوله: لقي جماعة من كبار الزيدية المخترعة كابن بريَّة |، وعمار العلم من أهل ناعط، وهو جد آل عمار، والقاضي تبع بن المسلم وغيرهم، وكان بينه وبين أوائل الفرقة الغوية من المطرفية أمور طوال، وتنصل لمناظرته كبيرهم علي بن حرب، وكان هذا في أوائل أمرهم، فإنه ما اشتهر التطريف إلا من بعد هذا. انتهى.

  فهذا كما ترى بداية ظهور أمر الخلاف.

  ثم دبت شبه المطرفية في قلوب العوام، وتبعهم عليها خلق كثير حتى أزالهم الله ø، وأبادهم على يد أهل الحق من أئمة الزيدية.

  والمطرفية: فرقة محدثة لم تعلم من قبل، ولم تشتهر أقوالها إلا في فترة وجيزة، وفي الحديث عن النبي ÷ «إن كل محدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار».

تقريب تحديد ظهور المطرفية

  ولم نتمكن من تحديد الوقت الزمني لظهور هذه الطائفة، وبداية أمرها، إلا أن هناك بعض الإشارات التاريخية، والتلميحات التقريبية، والتوهمات الظنية التي تحدد الزمن تحديداً تقريبياً.