القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

تقريب تحديد ظهور المطرفية

صفحة 26 - الجزء 1

  فمن ذلك: ما يحكيه بعض المؤرخين من أن علي بن محفوظ أخذ العلم عن إبراهيم بن بالغ الوزيري، وهو أخذه عن أبيه بالغ الوزيري أحد أصحاب الإمام الهادي #.

  قال ابن أبي الرجال: وكان إبراهيم علامة عصره، ولم ينشأ التطريف إلا من بعد أيامه. انتهى.

  ولكن لا علم لنا بتاريخ وفاة إبراهيم هذا، فعلي بن محفوظ الذي كان هو وعلي بن حرب في زمن واحد: قد أدركا بعض مشائخ الزيدية كالقاضي تبع بن المسلم، وإسماعيل بن علا الذي عاصر الإمام القاسم بن علي العياني #، الذي دعا سنة (٣٨٩) هـ وتوفي سنة (٣٩٣) هـ.

  ومن ذلك أنهم يزعمون: أن علي بن محفوظ أخذ العلم عن أحمد بن موسى الطبري، ولم نعرف وفاة الطبري إلا أنه جاور ابن الضحاك في ريدة في أخر حياته وأمره سنة (٣٣٣) هـ، فلعل وفاته كانت في حدود (٣٤٠) هـ أو قبلها أو بعدها بسنوات قليلة.

  ومن ذلك: أن جملة من أنكر على هذه الفرقة ورد عليها بالرسائل والأراجيز، العلامة إسماعيل بن علا، وهو ممن عاصر الإمام القاسم بن علي العياني #، الذي دعا سنة (٣٨٩) والمتوفى سنة (٣٩٣ هـ)، وكان ذلك في بداية ظهور أمرهم، ونجوم خطرهم.

  ومن ذلك: أن الإمام القاسم بن علي العياني # رد على الكثير من أقوالهم في كتاب (التنبيه والدلائل)، كمسألة الرزق والتفضيل، وإنكار إمامة مَنْ بَعْدَ الهادي #، وتجرم الإمام منهم كثيراً.

  فعلى هذا يكون حدوثهم ونشوؤهم في حدود منتصف القرن الثالث الهجري من سنة (٣٥٠ هـ) إلى (٣٧٠ هـ) والله أعلم.

  وقد أشار إلى ذلك صاحب المستطاب: يحيى بن الحسين حيث يقول: وكان ظهورهم