القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

كلام القاضي عبد الله بن زيد العنسي

صفحة 33 - الجزء 1

  صورة ولا تركيب ولا فطرة ولا تدبير ولا استحالة ولا تقدير، إلا تقدير الإله القدير، العالم الخبير، السميع البصير، الذي لا يشبه الأشياء، ولا يماثل الأحياء، ولا يحتاج إلى مكان، ولا يواريه زمان، وأنه الغني في الأزل وفيما لم يزل، وأنه لا يتغير في حال من الأحوال، ولا يرى بالأبصار، ولا تحيط به الأقطار، ولا يجوز عليه العجز ولا الجهل، ولا الموت ولا الفناء، وأن قدرته وعلمه وحياته وقدمه راجعة إلى ذاته ليست بغير له، ولا متغايرة في أنفسها، وأنه لا قديم سواه، ولا إله إلا إياه، انتهى.

  فهذا كما ترى هو قول أهل الإسلام الذي يوافق صرائح القرآن، وتدل عليه ضروريات العقول والآيات مصرحة بنسبة جميع المخلوقات الكونية، صغيرها وكبيرها، وقليلها وكثيرها إلى الله سبحانه وتعالى.

  ولنستمع الآن إلى قول المطرفية في هذا الأصل المهم الخطير، وما يحكيه القاضي عبد الله بن زيد العنسي | عنهم فيه واختلافهم في مقتضاه ومؤداه حيث يقول:

  وقالت المطرفية في تحقيق مذهبها، وما انفردت به في بدعتها في هذا الركن من التوحيد - بزعمهم: أن العالم يحيل ويستحيل، ومعنى يحيل: يغير، ومعنى يستحيل: يتغير، وما أحد منهم على اختلاف مذاهبهم إلا وهو يقول بالإحالة والإستحالة غير أنهم يختلفون.

  فأهل القفحة يقولون: إن الله تعالى ما خلق إلا الأصول الأربعة، وهي الماء والهواء والرياح والنار، وركبها لتكون منها فروعها، وما خلق بعدها جسماً، ولا عرضاً أبداً، فجميع الأجسام والأعراض ليست من خلق الله تعالى، ولا حدثت بإرادته ما عدا هذه الأصول، وكان فيهم شيخ يقال له زيد بن أحمد، وهو أحد رؤسائهم، يضم إلى الأربعة المذكورة خمسة أشياء، وهي تصنيف الأصناف، يريد أول كل جنس من الحيوان وغيره من الأجناس والمعجزات والكرامات والنقم، وقلب الدنيا آخرة، وما عدا هذه المعدودة فهو