القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أولا: باب التوحيد

صفحة 35 - الجزء 1

  الأولى، ولد الزنا، والزرع في الأرض المغصوبة، فإنهم يقولون: هم من الله تعالى بالقصد والعمد، ومن الفطرة والتركيب بالإيجاب، وما عدا ذلك فبالفطرة والتركيب.

  قلت: وهذه الطائفة تجعل إيجاد الفروع مشتركاً بين الله وبين الفطرة والتركيب، وهذا ضلال بَيِّن من قائله، وكفر بواح من صاحبه لاستلزامه الشريك مع الله، و إدخال العجز عليه.

  وإليك الطائفة الثالثة، قال القاضي |:

  وقالت طائفة منهم وهم أهل التدبير: إن الله تعالى يدبر العالم في كل وقت وحين، واختلفوا في التدبير:

  فقالت طائفة منهم: التدبير هو المدبّر، فإخراج الله تعالى النطفة علقة هي النطفة، وتدبيره البيضة طائراً هو الطائر، فالتدبير هو المدبر.

  وقالت طائفة أخرى: إخراج الله النطفة علقة هي العلقة، وتدبيره للبيضة طائراً هو الطائر، وما أشبه ذلك، فالتدبير غير المدبر.

  وقال الشيخ المعروف سليمان المحلي: إذا أراد الله تدبير شيء من العالم كإحياء الأجسام وإماتتها، ابتدع أجساماً من العدم إلى الوجود، وأحيا بها هذه الأجسام أو أماتها، وهذا قول خارج عن جميع أقوال المطرفية، لأنها متفقة على القول بأن الله تعالى ما خلق بعد الأصول جسماً إلا منها، حتى أن منهم من يقول: لو وزن العالم من ابتدائه إلى انتهائه ما زاد مثقال ذرة ولا نقص، ومنهم يأتي على قوله: أن صانع العالم لو طرأ عليه العدم تعالى عن ذلك لما اختل نظام العالم، ويجري على ما هو يجري عليه، ونتيجة الخلاف أن من يقول التدبير هو المدبر يقول: إن تدبير الله تعالى للفروع هي الفروع لا الأصول.

  قال الفقيه العالم علي بن يحيى الفضيلي، وهو الخبير بهم العارف بمذهبهم وعمه الشيخ أحمد بن أسعد - أحد كبرائهم - قال: