عودة إلى أقوال المطرفية
عودة إلى أقوال المطرفية
  ثم نرجع إلى أقوال المطرفية، قال القاضي عبد الله بن زيد العنسي |:
  واعلم أن عند هذه الطوائف بإجماع منهم أن الآلام والأسقام وأجناسها خارجة عن أن تكون فعلاً لله تعالى، وإنما حدثت بالفطرة والتركيب.
  ثم ساق | كلاماً طويلاً إلى قوله:
  ومنها قول المطرفية: إن العقل جسم وهو القلب بنفسه.
  ومنها قالوا: إن الأعراض صفات كالألوان وغيرها، والحركات وأضدادها، والأجساد علة أعراضها من رطوبة ويبوسة وما قدمنا، وما لم نذكر منها.
  ومنها مقالة أهل (المفعلات) قالوا: بأن المقتول والمضروب والملموس والمسجون يصيرون بعد تفعلها غير خلق الله تعالى، وكلما انقلب من حالة إلى حالة صار غير خلق الله تعالى سواء انقلب حاراً بالشمس، أو بارداً ببرد الليل، أو انقلب من حركة إلى سكون، أو غير ذلك من الأحوال، ثم ساق | اختلافاً بينهم في هذه المقالة إلى قوله:
  ومنها: أن المحسوس بالحواس الخمس هو الجسم دون الأعراض.
  ومنها قولهم: الأعراض لا تَحُل ولا تُحَل ووجودها عدمها، ثم منهم من قال: هي محدثة، ومنهم من قال: ليست بمحدثة، ويمتنع من وصفها، قالوا: لأن الصفة لا توصف.
  ومنها قولهم: بأن الأجسام تنقسم إلى غير غاية، ونفوا لذلك الجوهر، ومنها قولهم: إن لله تعالى أربعين صفة كلها قديمة، وهي الحياة والقدرة والعلم والوجود والقدم وغيرها، وكلها ذوات، وكلها ذات الله تعالى، وليس هو تعالى علم ولا قدرة ولا حياة، والعلم غير العالم، والقدرة غير قادرة، وكلها أعداد هكذا، وهذه كمقالة النصارى في المسيح وروح القدس.