القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

تقديم المولى العلامة الحسين بن يحيى مطهر حفظه الله

صفحة 4 - الجزء 1

تقديم المولى العلامة الحسين بن يحيى مطهر حفظه الله

  الحمد لله

  وبعد أن اطلعت على تأليف الولد الزكي، العلامة التقي، إبراهيم بن يحيى الدرسي الحمزي، أصلحه الله ونور قلبه، ورزقه العلم النافع والعمل به، أعجبت به غاية العجب، وسررت به سروراً عظيماً، ورأيت أن طبعه من أعظم المهمات، وذلك لجودة سبكه، ولما احتوى عليه من كلام الجم الغفير، من علماء أهل البيت $ وشيعتهم ¤، في شأن الفرقة الغوية الموسومة بالمطرفية، رداً على من أراد تنزيههم والدفاع عنهم، والتأول لهم، ونصرة من يزعم أنهم مظلومون، وكونهم محقين، وليت شعري ماذا يريد هذا المناصر والمحامي؟.

  هل يريد أن يفرج عنهم وقد صاروا رمماً تحت الثرى؟.

  أو ينتصف من خصومهم وقد صاروا كذلك؟، وقد صاروا بين يدي الحق.

  أو يريد إثبات أنهم على الحق ليثبت لأتباعهم ما ثبت لهم، لأن الأصل إذا ثَبَتَ ثَبَتَ الفرع؟، فليس لهم أتباع في هذه العصور الأخيرة وقد صاروا فرقة منسية، لم يقل بأقاويلها أحد من المسلمين، ويكفينا في ضلالها أنه لم يذهب إلى ما ذهبت إليه أحد في هذه العصور الأخيرة نحو أربعمائة عام، فهذا إجماع بعد إجماع، وإجماع الأمة مرة واحدة يكفينا، فهي لا تجتمع على ضلالة، فكيف بفرقة قد صارت أقاويلها نسياً منسياً.

  أو يريد أن يحيي مذهباً قد اندرس ويذهب إليه، وقد أجمعت على خلافه الأمة عصوراً، فيفضح نفسه بنفسه؟.

  أو ما الغرض بالنصرة والمحاماة؟ فليس أحد يفعل فعلاً إلا لغرض ما!.