ثانيا: باب العدل
  إلى قوله: قالوا: وموت الطفل قبيح، وليس من الله.
  إلى قوله: قالوا: فهذه الألوان الشويهة ليست من الله، لأنها قبيحة لا تقع إلا من المواد، وكذلك الإختلاف في الطول والقصر والرقة والسمن إنما هو عندهم من المواد، وكذلك جميع النقائص عندهم من الأجسام والأعراض الضرورية كلها عندهم قبيحة وقعت بإحالات الأجسام وتأثيرات المواد، إلى قوله:
  قالوا: لو كانت الأصبع الزائدة من خلق الله تعالى ما كان فيها حكومة من بينها، وكذلك السن الزائدة، ونسي أن الشعر الحسن فيه حكومة، وليس خلقه بقبيح بل هو من الله.
  وقالت المطرفية: إن المتولدات المتعدية محل القدرة مثل المضروب وما فيه، والمرمي وما فيه، والمطعون وما فيه، فإنه خلق الله هو وما فيه من طعن أو ضرب أو رمي كله فعله الله، وإن كان في أبدان الأنبياء والأولياء، فأضافوا أفعال العباد إلى الله تعالى، وأفعال الله إلى العباد.
  وقالوا: ا لبرد والصواعق والجراد الضارة كلها قبيحة عندهم ليست من فعل الله.
  قالوا: وكيف يخلق الله الدود ينقض الوضوء على المؤمن وقد أمره بالوضوء فهذا قبيح لكنه من المادة، وقد كان بعضهم يقول: إن الآلام العامة كألم الطفولية والهرم والولادة والحيض من الله تعالى بالقصد، وما عداها بالفطرة والتركيب.
  قالوا: والنوم ليس من فعل الله، لأنه لا يخلق شيئاً ينقض الوضوء، وكذلك الغشية والكابوس والصرع، ويستنكرون الأعراض على البهائم، وعلى غير ذلك، وينفون العوض، ويقولون: وكيف يمرض؟ وهل هذا إلا مثل من يفلق رأس الإنسان ليعطيه الأرش فإن هذا قبيح.
  قالوا: وما يصيب الفاسق في الدنيا من المضار عقوبة له، وما يصيب المؤمن من نبوة وإمامة فمثوبة له.
  قالوا: والإنسان يقدر على تطويل عمره إلى مائة وعشرين سنة بالأغذية الحسنة