خامسا: الوعد والوعيد
  صلح غذاؤه لم يمت حتى يبلغها.
  وقال بعضهم: ولو أصلح غذاؤه لم يمت، ولم يذكر حداً محدوداً، وإنما يقع الموت بسبب الغلط والتواني، أو الجهالة بالأغذية.
  قالوا: والموت ليس من فعل الله تعالى، وإنما هو من تغير المزاج والمادة.
  قالوا: وما يذكر من عذاب القبر والحياة فيه ومنكر ونكير فهو محال.
  قالوا: وانقلاب الدنيا آخرة ليس من فعل الله، وإنما ذلك راجع إلى الإحالة والإستحالة، أو الفطرة والتركيب على حسب أقوالهم المتقدمة.
  قالوا: وما يقع من النقمات بأولاد الكفار والفجار وجميع الأمم الماضية فهو عقوبة لآبائهم، وكذلك ما أصابهم من آفة أو عاهة من جذام أو آكلة أو مرض أو غيره من الآفات، وكذلك رقّ الصبيان وملكهم لكفر آبائهم، قالوا هو عقوبة لآبائهم.
  قالوا: ولا نعمة لله على كافر ولا فاجر، وأنهم لا يمكلون ما بأيديهم بل متوعدون في الدنيا والآخرة بالنقمات من ربهم.
  قالوا: وجميع البهائم والسباع والحراشات لا تبعث ولا تنشر ولا يوافى بها المحشر، ولا تقتص بالأعواض لبعضها من بعضها.
  قالوا: المعصية تقع بالغذاء، وآدم أغذى أولاده معصية فعصوا، وسمعنا هذه المقالة منهم، ورواها لنا الشيخ الأجل الحسن بن عيسى ¦ عن الشيخ راشد الصقري.
  قال الشيخ عيسى ¦: وهذه كانت مقالتي إلى أن عرفت بطلانها، وكان سبب رجوع جماعة وافرة من المطرفية وأتباعهم، وتابوا وأنابوا أيام وصولهم إلينا إلى صعدة، ورجعت الخمس الهجر التي كانت لهم، وصارت زيدية بحمد الله تعالى، وكان ذلك بعناية واجتهاد منا، ولم يرجع في زماننا هذا أحد من أهل البدع أحسن من رجوعهم، وهدموا