دلالة عقلية في الرد على المطرفية
  قلنا: يا جهال البرية فحياته وقدرته أبلغ في باب المعونة من الزرع له فأنفوا حياته وقدرته وجسمه وآلته عن الله سبحانه، وابغوا له صانعاً آخر تعالى عن ذلك ولن يجدوا إليه سبيلاً، ولا عليه دليلاً.
  ومما ذهبوا إليه خلاف دين الإسلام: نفي الإمتحانات عن الله سبحانه والأمراض والآفات، كالجذام والبرص والعمى والصمم، ونقصان الخلق، وآفات الزرع كالجراد والضريب وغير ذلك، وربما تعدوا إلى نفي الصورة الكريهة والهوام الموحشة كالديدان والجعلان، ولقد ناظرنا بعضهم في نفي خلق الدود من الله سبحانه، وقال ظننت أن الله يخلق الدود في بطن المسلم ينقض طَهورَه ومن هذا الجهل وما شاكله.
  واعلموا أيدكم الله: أن هذا القول زبدة مذهب الثنوية، وأنه لا قائل به من أهل الإسلام فضلاً عن العترة المرضية، وكل واحد من هذه الأقوال على بطلانه دليل من أدلة العقول، ومن الكتاب الكريم والآثار النبوية.
دلالة عقلية في الرد على المطرفية
  ولو جوزنا أن صانعاً غير الله يقدر على خلق الأجسام والحيوان لكان شريكاً في الأمر جديراً بالعبادة والإلهية تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً بل دقيق العالم وجليله، وكثيره وقليله، صنع الله وتقديره، وخلقه وتصويره، ولا خالق سواه ولا رب غيره قال تعالى {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ١٦٤}[البقرة].