القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

مشابهة المطرفية للفرق الكفرية

صفحة 51 - الجزء 1

  اعتماد في العباد، ولا له سلطان على الصالحين، فكيف على الأنبياء والمرسلين، وإنما يقدر على الوسوسة وهي التي شكاها أيوب # فطلب بيان حكمة الحادثة، لأنه كان كلما عزم على جلد امرأته قال: نبي من أنبياء الله يجلد امرأة مؤمنة مائة جلدة في غير حد، وكلما أضرب عن ذلك قال: نبي من أنبياء الله يحلف يميناً يقدر على إمضائها ولا يمضيها.

  فبقي في نصب⁣(⁣١) من الشك وعذاب من الهم حتى نفس الله سبحانه عنه بيان حكم الحادثة بقصة الضغث⁣(⁣٢).

مشابهة المطرفية للفرق الكفرية

  واعلموا أيدكم الله: أن مذهب هؤلاء القوم متردد بين الطبائعية والثنوية والمجوس والنصارى واليهود، وما أعلم معهم من الإسلام إلا التعطيل⁣(⁣٣)، وأنا ذاكر لكم طرفاً من ذلك إنشاء الله تعالى ونبينه على وجه الإختصار.

  أما ما اعتمدوه من مذاهب الطبائعية: فهو نفيهم لهذه الحوادث عن الله ø، والرجوع بها إلى إحالات العالم وتأثيرات الطبائع لا خلاف بين الطبعية في هذا.

  وأما الثنوية: فإنهم نفوا فعل المكروهات والمضار عن فاعل الخير، وقالوا: للشر فاعل،


(١) بمعنى في تعب وبلاء.

(٢) الضغث: هو شمروخ النخل، أو العثكول، وقصة الضغث كما قال تعالى «وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث، إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب» ص: ٤٤]، بمعنى في تعب وبلاء.

(٢) الضغث: هو شمروخ النخل، أو العثكول، وقصة الضغث كما قال تعالى «وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث، إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب» ص: ٤٤]، أمره الله أن يأخذ عثكولا من النخل فيه مائة شمروخ ويضرب به امرأته واحدة تبرية ليمينه من الحنث، وتخفيفا عليه.

(٣) التعطيل: هو نفي الصفات عن الله تعالى.