مشابهة المطرفية للفرق الكفرية
  اعتماد في العباد، ولا له سلطان على الصالحين، فكيف على الأنبياء والمرسلين، وإنما يقدر على الوسوسة وهي التي شكاها أيوب # فطلب بيان حكمة الحادثة، لأنه كان كلما عزم على جلد امرأته قال: نبي من أنبياء الله يجلد امرأة مؤمنة مائة جلدة في غير حد، وكلما أضرب عن ذلك قال: نبي من أنبياء الله يحلف يميناً يقدر على إمضائها ولا يمضيها.
  فبقي في نصب(١) من الشك وعذاب من الهم حتى نفس الله سبحانه عنه بيان حكم الحادثة بقصة الضغث(٢).
مشابهة المطرفية للفرق الكفرية
  واعلموا أيدكم الله: أن مذهب هؤلاء القوم متردد بين الطبائعية والثنوية والمجوس والنصارى واليهود، وما أعلم معهم من الإسلام إلا التعطيل(٣)، وأنا ذاكر لكم طرفاً من ذلك إنشاء الله تعالى ونبينه على وجه الإختصار.
  أما ما اعتمدوه من مذاهب الطبائعية: فهو نفيهم لهذه الحوادث عن الله ø، والرجوع بها إلى إحالات العالم وتأثيرات الطبائع لا خلاف بين الطبعية في هذا.
  وأما الثنوية: فإنهم نفوا فعل المكروهات والمضار عن فاعل الخير، وقالوا: للشر فاعل،
(١) بمعنى في تعب وبلاء.
(٢) الضغث: هو شمروخ النخل، أو العثكول، وقصة الضغث كما قال تعالى «وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث، إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب» ص: ٤٤]، بمعنى في تعب وبلاء.
(٢) الضغث: هو شمروخ النخل، أو العثكول، وقصة الضغث كما قال تعالى «وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث، إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب» ص: ٤٤]، أمره الله أن يأخذ عثكولا من النخل فيه مائة شمروخ ويضرب به امرأته واحدة تبرية ليمينه من الحنث، وتخفيفا عليه.
(٣) التعطيل: هو نفي الصفات عن الله تعالى.