موافقة المطرفية للخوارج
  والسابعة: تجويزهم أن يأخذ الله سبحانه الولد بذنب والده، كما يقولون في ضرب الله سبحانه الرق على أولاد المشركين، فإنه عندهم عقوبة بذنوب آبائهم، ولا عوض للأولاد على ذلك كما تقول المجبرة، وفي ذلك إضافة الظلم إلى الله تعالى عنه علواً كبيراً.
  والثامنة: قولهم إن الله سبحانه لم يقصد كافراً بنعمة أبداً، بل أكثرهم يقول ولم يقصد مسلماً بذلك أيضا، وإنما جعل ذلك بالفطرة والتركيب وإحالة الأجسام بعضها لبعض، وإذا لم يقصد ذلك لم يكن منعماً على أحد، وهذا أكبر ما ألزمته المجبرة على مذهبهم الفاسد، وألزمته الأشعرية منهم، وفي ذلك سقوط التعبد عن الكفار لأنهم إذا لم يكن عليهم نعمة لم يجب عليهم شكر ولا عبادة.
موافقة المطرفية للخوارج
  ومن ذلك ثلاث خصال من طرائق الخوارج شاركوهم فيها:
  فمنها: اعتراضهم على إمام الحق وطعنهم في سيرته، وطلبهم أن يصير إلى رأيهم، فإن امتنع من ذلك نكثوا بيعته، وخرجوا عن طاعته، و قد ظهر لنا ذلك منهم فيما بيننا وبينهم كما فعلته الخوارج مع أمير المؤمنين # فشاركوهم في إثم ذلك وعاره.
  والثانية: تجويزهم لأنفسهم تجييش الجيوش لمحاربة من تولى الأئمة والتزم بحبل طاعتهم، وقد فعلوا ذلك بأهل القويعة والجاهلي(١) كما فعله الخوارج مع أصحاب أمير المؤمنين #.
  والثالثة: بغضهم لأهل البيت $، واستخفافهم بحقهم، فإني لا أعلم فرقة من الفرق أشد بغضاً لأهل بيت النبوة من هذه الفرقة المطرفية، وذلك معروف بينهم، و هو
(١) حصنان مشهوران في الشاهل من بلاد حجة، كانت من معاقل المطرفية.