أرجوزة الإمام الداعي إلى الله يحيى بن المحسن # في المطرفية
  ولا ابتدا الرحمنُ خلقَ الوبْلِ ... بل البُخاراتُ به تستعلي
  قالوا بما ركبه في الأصْل
  والموت دون العمر الطبيعي ... ليس بصنع الصانع البديع
  وكل خلق عندهم شنيعِ ... فهو مُحَالات من المصنوع
  كالدود والجُعلان في الرجيع
  وكل جدب حادث وخصْبِ ... ومرضٍ ومحنةٍ ووصب
  والبرد الواقع مثل الحصْبِ ... قد أخرجوه من فعال الرَّبّ
  فحاربوا اللهَ وأيَّ حرْب
  وأصبع زائدة في المولودْ ... ليست بصنع للعلي المعبودْ
  وكل نقص فهو غير مقصودْ ... حدوا عطاء لم يكن بالمحدودْ
  بل هو من شر وخير موجودْ
  فالرزق لا يحصل إلا بالحيل ... قلنا فما الحيلة ما هذا الهبل
  في الإرث هل فيه لمحتال عمل ... وفي الغمام حيلة إذا استهل
  إلا بتقدير العليم لم يزل
  والله لا يرزق من يعصيهِ ... قلنا فهل من خالق يعطيه
  غير مسوي الروح نفخاً فيهِ ... بل رزقه جم لجاحديه
  أما الكفافُ فلعابديه
  قالوا وفعل القوم فيهم ينبي ... ما عاش عيسى باختيار الربّ
  إلا على معرفة بالطبِّ ... قلنا لهم فكم حكيم طَبّ
  كمثل بقراط حوى في الترب