القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

أرجوزة الإمام الداعي إلى الله يحيى بن المحسن # في المطرفية

صفحة 68 - الجزء 1

  ينتَقِصون حاضراً في النادِي ... لهامدٍ تحت الترابِ هادِي

  لو عاشَ دانوا فيه بالإلحاد

  ما اعتقدوا فضلَ إمام بعدَه ... غيرَ شبيهِ جبرئيلَ وحدَه⁣(⁣١)

  وأبطلوا سبقاً دعاهُ عدَّه ... أئمة يهدون كلاً رُشدَه

  لا غرو إن القوم أهل ردَّه

  قد ألبسوا الخوفَ وخافُوا السطْوَه ... فكتموا الأمر كأهل الرِّدَّه

  وغلبت على الجميع الشقوَه ... فإن تأملتهم في خلوَه

  ألفيتهم كأهل دار الندوَه

  سيماهم حكَّ الجباه السودِ ... في الأرض لا من كثرة السجود

  والعرك للآذان في الترديدِ ... وفيهم رائحةُ اليهود

  تعرفهم بالعَرف⁣(⁣٢) من بعيد

  فهذا ما حكاه الإمام الداعي يحيى بن المحسن # في هذه الأرجوزة من أقوالهم، وبقي في الأرجوزة ذكر حكم الأئمة $ فيهم سنورده في موضعه إنشاء الله تعالى.

  فهؤلاء الأربعة العظماء، الثلاثة الأئمة الأثبات، والرابع العلامة القاضي عبد الله بن زيد العنسي، قد رأيت حكايتهم لأقوال المطرفية وعقائدها، وهم من المعاصرين للطرفية في الطبقة الأولى والوسطى والمتأخرة، وهم من المناظرين للمطرفية والعارفين بمذهبهم، وحاشاهم $ أن يكذبوا على المطرفية أو أن ينسبوا إليها قولاً لا تقول به، مع أنهم يصرحون بأنهم ما حكوا عنهم إلا ما ناظروهم فيه وجادلوهم عليه مراراً وأسفاراً، وثمت


(١) شبيه جبريل: المراد به الإمام المرتضى محمد بن يحيى الهادي #.

(٢) العرف: الرائحة الخبيثة.