تقديم المولى العلامة الحجة محمد بن عبد العظيم مطهر حفظه الله

  الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وصلى الله وسلم على سيدنا ونبيئنا، عبد الله ورسوله خاتم النبيين، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أهل بيته خلفاء الله في أرضه، وحججه على عباده، الطاهرين الأخيار الصادقين الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

  وبعد: فقد اطلعت على كتاب (القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب) تأليف السيد الفاضل العلامة صارم الدين إبراهيم بن يحيى الدرسي الحمزي حفظه الله ووفقه، فأَلْفَيْتُهُ الفائدة المقصودة، والضالة المنشودة، وقد طابق اسمه مسماه، واستولى على الغرض الذي أُلِّف من أجله، واستوعب الردود الكافية على شبه المنزهين للمطرفية من النواصب، بل لم يقتصر على ما فيه الكفاية، فقد أكَّدَ الحجج بالحجج، وردد وشرح وأوضح، وأنا أرى أن هذا الكتاب الكريم لا يحتاج إلى تقريض ولا ترويج، ولا بيان لخصائصه، وأنه خير معبِّر عن نفسه، إذ قد احتوى من الحجج النيرة، والبراهين القاطعة، ما أفحم الناصبة، وألجم ألسنتهم، وألقم أفواههم الحجر، بأسلوب بارع أديب، ولسان شجاع بليغ خطيب، ورثه خير خلف من خير سلف أمير المؤمنين، وسيد المسلمين الإمام الحجة المنصور بالله عبد الله بن حمزة ~.

  وقد حاولت هذه الناصبة الئام الطغام النيل من عرضه، وتصغير ما عظم الله من أمره، فما زاده ذلك إلا رفعة وسؤدداً، وصار مَثَلُهُم ومَثَلُه # كما قال سلفُه أمير المؤمنين علي # في سلفهم معاوية لعنه الله: (ولقد أردتَ أن تذُمَّ فمدحت، وأن تفضح